القلمون: من وقع بالكمين؟ القاعدة ام حزب الله؟

بات من الواضح خلف عيون آباء وامهات مقاتلي حزب الله سؤال كبير، وان لم يخرج الى العلن بعد، يتوجهون به الى الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، قائلين له: من وقع بالكمين يا سيد؟ من القصير الى القلمون.. القاعدة ام نحن؟

بات من الواضح خلف عيون آباء وامهات مقاتلي حزب الله سؤال كبير، وان لم يخرج الى العلن بعد، يتوجهون به الى الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، قائلين له: من وقع بالكمين يا سيد؟ من القصير الى القلمون.. القاعدة ام نحن؟
اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ اكثر من عام، عبر شاشة كبيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، يخاطب تنظيم القاعدة محذرا، وقال بالحرف: “بعض الحكومات في العالم الاسلامي والغربي نصب لكم كمينا في سوريا وفتحت لكم ساحة تأتون اليها حتى يقتل بعضكم بعضا، وانتم وقعتم في هذا الكمين”.

الملفت انه ومنذ ذاك التحذير وجثث “شهداء” حزب الله تتقاطر الى القرى والمدن في الجنوب او البقاع اللبناني بوتيرة متفاوتة، ارتفعت الى اعلى مستوى في ايار الفائت مع اعلان حزب الله عن هجومه لاقتحام مدينة القصير السورية. هذا الهجوم الذي كان ترافق يومها مع اشتداد الحديث حينها عن اقتراب انعقاد مؤتمر جنيف 2 (ما غيرو).

دفع الحزب يومها اثمانا باهظة جدا عبارة عن عشرات “الشهداء” من اجل فرض سيطرته. وكان مدعوما بطائرات النظام ودباباته ضد تلك المدينة الصغيرة التي كانت محاصرة لاشهر عديدة. والآن كأن هذا السيناريو (الكمين) يراد اعادة انتاجه بنص جديد وعلى مسرح جغرافي آخر.

فمع عودة الحديث بشكل حاسم ايضا عن مؤتمر جنيف 2 وموعد انعقاده القريب، تنشغل بشكل موازٍ وسائل الاعلام العالمية والمحلية، ومعها قلوب وعيون امهات وآباء مقاتلي حزب الله، بالاخبار المتناقلة عن التحضيرات لما يسمى “معركة القلمون”. الى درجة ان كثيرين من ابناء الجنوب صاروا يعرفون عن ظهر قلب معظم المعلومات عن معالم هذه المنطقة الجغرافية من سوريا وعن ارتفاع جبالها (1200 متر عن سطح البحر) ووعورة تلك التضاريس من السلسلة الشرقية لجبال لبنان وتداخلها مع جرود عرسال وقربها من ريف دمشق.. معلومات يتحدثون عنها ليس بدافع المعرفة طبعا بل لان خبراتهم، وان المحدودة، عن الحروب الجبلية وانها اعتى انواع الحروب، تنبىء بالشعور ان تلك الجبال البعيدة سوف تلتهم الكثير الكثير من ابنائهم. فهم على يقين بان الثمن هذه المرة سيكون اغلى بكثير من معركة القصير التي كلفت الحزب اكثر من 150 شهيدا”، ودون الوصول الى النتائج التي كانت تخبرهم عن اهمية المدينة الاستراتيجية والتي يعتبر حسم المعركة عليها بمثابة الفتح المبين الذي سيضع حدا نهائيا للحرب السورية ويوقف شلال النزيف الدموي!

هذا ما لم يحصل. فهم ما عادوا يؤمنون بان في الحروب الاهلية يوجد ما يسمى مناطق استراتيجية. وصاروا اقرب الى اليقين بان دماء ابنائهم ان هي الا اثمان تدفع في اوقات محددة بهدف تأمين مقعد ايراني على طاولة التفاوض الدولي المزمع عقدها. وما أكد لديهم هذا الشعور هي الخطوات الانفتاحية للجمهورية الايرانية باتجاه الولايات المتحدة الاميركية والغرب. حتى بات من الواضح خلف عيون هؤلاء الآباء والامهات سؤال كبير، وان لم يخرج الى العلن بعد، يتوجهون به الى الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، قائلين له: من وقع بالكمين يا سيد؟ القاعدة ام نحن؟

السابق
حِـكايـةُ لـيـلى و الـتّـمـساح
التالي
النائب قاسم هاشم يُحتجز لـ 20 دقيقة على حاجز للجيش