كارن غراوي، هل تخرق البروتوكول

ملكة جمال لبنان كارن غراوي

بعدما “رجّعت ايام العز” العام الفائت، لم تختر LBCI السنة شعاراً لحفلة انتخاب ملكة جمال لبنان 2013. فالوضع القاتم في المنطقة فرض نفسه من بداية السهرة، التي تكررت فيها “لازمة” تحدّي الظروف بالفرح والحياة. إنه سرّ لبنان، حتى عندما يلوح في الأفق انفجار، يعانق الانفراج ويتمسك به!

بعد يومين من عرض انتخاب “ملك جمال لبنان” عبر MTV، جاء دور “الملكة” على المحطة المنافسة. حفلة راقية لا يشكك المتابعون في قدرة رولا سعد و”فانيليا” على قيادتها للسنة الثانية على التوالي، وبإشراف وزارة السياحة. ديما صادق اختيار العام الفائت التي استبدلت حينها في اللحظات الأخيرة برولا بهنام لغير سبب، أطلت في الشكل المناسب وسرعة البديهة المطلوبة. لكن السؤال لماذا السير “عكس السير العالمي” حيث المعروف أن رجلا يقدم حفلة الملكات أو يشارك في تقديمها، وذلك لنوع الغزل المحبب الذي يمكن أن يضفيه على المشتركات؟ فديما التي بدت مشتركة في الشكل، من الطبيعي أن تتجنب هذه المهمة.
المشتركات “15 جامعية من كل المناطق اللبنانية” تشديدا على التنوع الضروري في بلد “الستة وستة مكرر”، أطللن بلباس البحر والسهرة كالعادة. اللجنة من تسع شخصيات، بقي منها من العام الفائت “تزكيات” وزارة السياحة منى فارس وميشال حبيس، وغابت جورجينا رزق. وباستثناء مصمم الأزياء زهير مراد، غاب الفنانون وتألقت ملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق. ومن المجتمع الفاعل مي عريضة وزلفا بويز. الإعلام جسّده مارسيل غانم الذي قدّم يوما الحفلة، وما فرّقته السياسة جمعته اللجنة بين النائبين نايلة تويني وألان عون الذي طمأن الى التفاهم بينهما، ردا على سؤال لبحلق.
تعمّد بعض أعضاء اللجنة الخروج من جوّ الأسئلة “الكليشيه”، لكن الأجوبة بمعظمها لم تنجح في تقديم شيء استثنائي، مما دفع ديما الى تذكيرنا بـ”رهبة الكاميرا” على الصبايا. لكن لم نفهم لمَ لم نر علامات اللجنة على السؤال الموحّد مثلا؟
للسنة الثانية على التوالي تتميّز الحفلة بالاقتضاب. لا استعراضات كلامية أو مشهدية للحشو، انما تقارير مختصرة تصيب الهدف بعناية. وكاميرا المخرج باسم كريستو، في تعاون ثان مع “فانيلا” بعد Splash، لا يفوتها الاحتراف ولا الأناقة. صحيح أن الحفلة مباشرة، لكن وباستثناء الأسماء الرابحة بدا أن كل شيء أعدّ جيدا سلفا وتم التدريب عليه كما يجب.
بعد وائل كفوري العام الفائت، حضر عاصي الحلاني السنة. اغنية وطنية نظرا الى الظرف وأخرى رومانسية. لم يفضح جديده من الألبوم المنتظر بعد أيام، بناء على طلب “روتانا”. شاب آخر أتى منThe Voice فرنسا، اللبناني أنطوني توما، الذي لم يفهم سؤال ديما، قبل أن تكرره بعدما أجاب “برات الصحن”.
في الختام، اللحظات القاتلة. ملكة الـ 2012 رينا شيباني تتوجه الى المسرح، ويصدح صوتها المُسجّل حفاظا على ألا يفوتها شيء، واختصارا للوقت. شكرت الـ LBCI وشقيقتها ولم تنس أحداً. جميلة جدا هذه الملكة، لكن دائما هناك من يعدّ لها كلماتها وخطواتها، أو على الأقل هكذا بدت.
ديما تتولى المهمة الأخيرة: الوصيفة الرابعة ناي رياشي. الثالثة، داليا قبيسي. الثانية كريستينا داغر. الملكة كارن غراوي ابنة العاصمة ومن أجمل مشتركات السنة، والأغنية “على عرش الجمال توّجوها ملكة” لن يجد لبنان أجمل منها، ليتوّج ملكة من عام 1995 حتى اليوم، أو ليتذكّر منصور الرحباني الراحل الباقي.
لكن من المؤسف أن يتكرر المشهد كل سنة: اللحظة الأهم في ولاية الملكة هي تتويجها، تليها زيارة رئيس الجمهورية ومؤتمر صحافي، ومن ثم بعض المناسبات البروتوكولية القليلة التي تتمحور حول الموضوع الذي تختاره (بيئة، عجزة، فقر…). ربما سنبقى نبحث عن ملكة تخرق البروتوكول ونتذكّرها بغير حفلة انتخابها. فهل تكون كارن؟

السابق
هذا أسلوبي ولن أبدله
التالي
مكسيكو ستشرّع نوادي لتدخين الحشيشة