هذا أسلوبي ولن أبدله

نيشان لن أبدّل

يقدم برنامجه ويمشي… حتى رمضان المقبل، سعيداً بتحقيقه نسبة المشاهدة الأعلى، وبالأصداء التي تمتد شهورا طويلة، غير آبه لبعض التعليقات التي تحاول تعكير فرحته، معتبراً أن سببها أن الناس تتوقع منه الأفضل دائماً… إيجابي “يقلب” الأمور لمصلحته ويسكر بنجاحه…

هو اليوم سعيد كونه استطاع خلال 15 عاماً أن يترك أثرا واضحا في عالم الإعلام من خلال أسلوبه الفريد، وفي المقابل هو توّاق إلى التطور المستمر… هكذا يفهم الإعلام.
إنه الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان السعيد جداً بالمحصّلة النهائية لبرنامج “أنا والعسل” في موسمه الثاني حيث احتل في مصر المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة.
وقد اعترف أنه كان يتوجب عليه قبلاً أن يوضح للإعلام والرأي العام أن برنامج “أنا والعسل” يتوجه إلى الجمهور المصري بشكل خاص، وهو تابع لمحطة مصرية هي “الحياة” وتكاليفه بالجنيه المصري… لكنه رفض أن يحرم نفسه والمشاهد اللبناني من المتابعة فأصرّ على أن تعرضه أيضاً محطة لبنانية. ويتابع: أعلم أن بعض الوجوه التي استضفناها لا تهم المشاهد اللبناني… لكنهم اليوم نجوم وأرقام صعبة في مصر.
نيشان اعتبر أن نجاحه السريع في مصر “رباني” لأن الجمهور المصري صعب وليس سهلاً إقناعه وسط أقطاب إعلامية كبيرة، وهو يفتخر بكونه خرق السوق المصرية بلهجته اللبنانية وأصبح اليوم رقماً صعباً.
نيشان يرد على فكرة أن موضة هذه الحوارات الطويلة ولّت، بأنه يسمع إلى جانب المديح هذا النقد منذ برنامج “مايسترو” في 2005، لكن المفارقة أن برامجه تحقق أعلى نسبة مشاهدة. ويضيف: لو ولّت هذه البرامج لما لاحظنا شركة “سوني بيكتشرز” التي تعتبر من أهم شركات الإنتاج، تسعى إلى تقديم هذا النوع من الحوارات “بعدين معليه خلال كل هالسنوات شفنا نماذج كتيرة من برامجي وحتى في ناس صارت تحكي متلي وهيدا بيعني إنو بصمنا والناس تقتدي بالأفضل”.
لا يعتبر أنه ساجن نفسه في نمط واحد من البرامج، وسط نجوم الصف الأول الذين يثقون به، بل يرى نفسه في قصر، وكثر يتمنون أن يكونوا في مكانه. وعن ضرورة التنويع في مسيرة الإعلامي يقول: “الرجل هو الأسلوب” وهذا أسلوبي الذي سعيت لتثبيته طوال 15 عاماً، ودليل نجاحي العروض التي وصلتني لأنتقل من محطة إلى أخرى بالفكرة نفسها. ويتابع بإنفعال: المحافظة على الأسلوب نفسه ليس تهمة أو تكرارا بل تثبيت نجاح، وثمة نماذج إعلامية كبيرة مثل لاري كينغ الذي حافظ على أسلوبه طوال 25 عاماً. “مين قال بدي غيّر. هيدا خطي بالتلفزيون ولمين بترك الساحة؟ ومين ممكن يملأ الفراغ “هيدا ملعبي”. وقد كشف نيشان أنه لطالما تمنى لو أن برامجه حملت الإسم نفسه لأنه اكتشف مع الوقت أن الناس تتداول جملة واحدة “اسمعتو فلان مع نيشان؟”…
وهل الجمهور ملّ هؤلاء النجوم؟ يقول: أسمع هذا الكلام، لكن نسبة المشاهدة تؤكد عكس ذلك، إذ إن فترة الإعلانات في “أنا والعسل” امتدت إلى 15 دقيقة.
يرفض نيشان البرامج المسجلة ويرى في المباشر متعة لا تضاهى، تعكس مهارة الإعلامي وذكاءه في إدارة الحوار. لا يعتبر أنه ترك بصمة في الإعلام، يتهيأ له أحياناً هذا الأمر، لكنه على يقين بأن نجاحه مرتبط بشاشة قوية تقدمه في أفضل صورة.
نيشان يتمنى الإطلالة على محطة لبنانية لكنه اليوم سعيد بعرضه مع تلفزيون “الحياة” الذي سيستمر حتى رمضان 2014، وثمة نية من الطرفين أن يطل أسبوعياً بعد نحو شهرين من خلال برنامجه “أنا وحياتي” الذي كان من المفترض أن يبصر النور منذ شهور.
هو يؤمن بفريق عمله شريك نجاحاته، وعلى رأسهم المعدّ طوني سمعان والمخرج باسم كريستو، ويعتبرهما جمهوره الأول، لذلك يسعى دائماً إلى مفاجأتهم من خلال تحصين نفسه بالعلم والثقافة، وهو سعيد جداً كونه تمكن في الأعوام الأخيرة من نيل ثلاث إجازات. “هالشي هذّبلي مهاراتي التلفزيونية وأنا بشوف بعيون أساتذتي ضو أقوى من أضواء الكاميرا”.
نيشان لا ينكر أن الحوارات التلفزيونية يحكمها الزيف وأن الحقيقة تُبرّج، وهو يأمل أن يحقق المعادلة الصعبة في إظهار الحقيقة شبه الكاملة.
على صعيد آخر اعترف أنه يتمنى أن يقدم يوماً برنامجاً يخاطب من خلاله الإنسان ويلامس وجعه أكثر “بشوف حالي عم حاور ناس مش تحت الضوء ولكن أنا أستخرج منهم الضوء”… مع تأكيده أنه اليوم يحاور قصص نجاح هي نماذج في الحياة ممكن أن يتعلم منها المشاهد.
نيشان اعترف بأنه يعيش حالياً مرحلة “اللاأمان”، بعدما “صفّر العدّاد”. هو يحب هذا “القلق” لأنه يعطيه القدرة على البناء من جديد بشكل أفضل، وخصوصاً أن نجاحه لم يُبن على الحظ بل على الجهد المستمر، الأمر الذي قد يساعده على تحقيق حلمه الكبير في أن يصبح نموذجاً يقتدي به الشباب.

السابق
إقرار الضربة العسكرية على سوريا متعذر حتى الآن
التالي
كارن غراوي، هل تخرق البروتوكول