حسناً؛ أهل صيدا مجانين. عيونهم فيها حوَل. أسماعهم فيها خلل. أفهامهم فيها عطب. من رأوهم لم يكونوا من "حزب الله".
من عرّفوا عن أنفسهم على الحواجز، وأثناء اقتحام البيوت، أو على شاشات التلفزة على أنهم من الحزب؛ كانوا مجرد ممثلين أرسلهم أحمد الأسير ليخدع بهم الناس.
القذائف التي تساقطت من حارة صيدا لم تكن إلا صواعق صيفية اشتبه على الناس أنها آتية من هناك.
الدشم القائمة إلى اليوم في تلة مار الياس ليست إلا رمولاً للبناء، لكن أهل صيدا سيئو النية ظنوها مرابض للمدفعية.
الذين انتشروا في صيدا ليسوا إلا أشباحاً بشارات صفراء.
الذين حاصروا منزل بهية الحريري ودخلوا بيوتات آخرين كانوا يلعبون لعبة "الكاميرا الخفية".
الذين دخلوا مركز الرحمة كانوا مجرد ضيوف ناموا ليلة وحطموا بعض الأشياء في لحظة غضب وخرجوا.
عشرات الشبان والشيوخ الذين تعرضوا للتعذيب إنما ذهبوا في رحلة وعادوا ببعض "الماكياج" الصيفي، أما الشهيد البيومي فقد عذّب نفسه وانتحر..
لا شيء يجب أن يقال عن الذين ظهروا يتعرضون لمعاملة مهينة؛ " شو هالجريمة إذا واحد أكلها كفين"! (التعبير حرفياً للنائب العماد ميشال عون)…
يا أهل صيدا لماذا ظن السوء، وكلام الفتنة، والتآمر على المقاومة، والتعرض للمؤسسات الوطنية… كل الأمور باتت واضحة، ولجنة الدفاع النيابية انعقدت بالأمس وأظهرت الأمور على حقيقتها، ووزير الدفاع أكد عدم وجود "أي مشاركة من حزب الله في العملية، على أساس أن الجيش عندما يكون موجوداً هو الذي يضبط الأمور"!.
أضخم الجيوش في كل العالم تُسأل من شعبها وتحاسب فتزداد احتراماً، أما في لبنان فجيش الوطن "لا يُساءل" (وفق وزير الدفاع) – أستغفر الله – ، وجيش المقاومة لا يُخطئ لأنه مقدس – استغفر الله أيضاً -.
وحدهم أهل صيدا هم المخطئون؛ كان الواجب يقبلوا بالسلاح غير الشرعي، وأن يقولوا للزعران الذين اسمهم "سرايا المقاومة"، اسرحوا وامرحوا، ادخلوا بيوتنا، وأهينوا كرامتنا. سامحكم الله يا أهل صيدا المجانين؛ في سالف العصور أحرقتم أنفسكم، وما زلتم مجانين تجنون على أنفسكم!
عندما يبلغ التضليل حد إهانة الناس، وعندما يبلغ الكذب حد الاستخفاف بالعقول، لا يصبح للكلام الموضوعي معنى. السخرية هي الأفضل.
– See more at: http://www.saidagate.net/Show-31563#sthash.2HDK9Qp9.dpuf
