معركة صعبة على حمص

بينما تعزو وسائل الاعلام اللبنانية ومواقع المعارضة على الانترنت للجيش السوري الحر الهجوم الصاروخي على مخازن الذخيرة قرب مدينة اللاذقية الشمالية، يشكو قادة الجيش الحر من أن الوعود بتسليحهم بسلاح نوعي بقيت على الورق وان مخزون ذخيرة قواتهم آخذة في النفاد.
ومع ان الجيش الحر حقق في الايام الاخيرة بضعة انجازات، ولا سيما بتدمير دبابات لجيش النظام، ولكن كمية الصواريخ المضادة للصواريخ التي نقلت الى بعض من وحدات الجيش الحر لا تكفي لمواجهة المعركة القاسية، التي بدأت قبل يومين على مدينة حمص وتتضمن قصفا من الجو وبالمدفعية.
حتى الان ترفض الدول الغربية تسليم الثوار صواريخ مضادة للطائرات، والتخوف هو أنه الى أن يتم الحسم بشأن نوعية وكمية السلاح الذي سيرسل الى الثوار، من شأن جيش النظام أن يسيطر على مناطق حيوية اخرى تجعل من الصعب على الثوار دحره عنها.
وفي نفس الوقت تحتدم أزمة المساعدات للمدنيين. فحسب تقارير لناشطين سوريين، ما لا يقل عن 2500 مدني من مدينة حمص يعيشون في حصار من دون قدرة على المغادرة، ومن دون أدوية وغذاء ومن دون ان تتمكن منظمات الاغاثة من الوصول اليهم لتقديم المساعدات لهم. ويصطدم تمويل المساعدات وتنظيمها ليس فقط بعوائق قاسية على الارض، فالمشكلة المركزية هي غياب قيادة سياسية موحدة يمكنها أن تأخذ على عاتقها ادارة المناطق المحررة واداء مهامها كحكم موازٍ يمكن الدول الغربية والدول العربية من أن تقوم بدفع خطوة سياسية الى الامام.
أمس، وبعد أزمات وخلافات شديدة، نجح 114 من اعضاء الائتلاف الوطني الجسم الذي يجمع معظم حركات المعارضة من أن يختاروا لانفسهم رئيسا جديدا، احمد عاصي الجربا من مدينة القامشلي، الذي تنافس مع مصطفى الصباغ. الجربا، زعيم قبلي ذو مكانة كان في ماضيه في السجن السوري، وان كان مقربا من الدوائر العلمانية، ولكنه يمثل السعودية ايضا، مقابل منافسه الصباغ، الذي يعتبر ممثلا لقطر. والتعيين هو لستة اشهر فقط، وليس واضحا اذا كان الجربا سيوافق على ادارة حوار مع النظام السوري طالما بقي الاسد رئيسا، وما اذا كان سينجح في فرض مواقفه على خلفية الخلافات الداخلية بين اعضاء الائتلاف الوطني. ويفترض بالمجلس الاداري للائتلاف الوطني، الذي يضم 14 عضوا ان يشارك في مؤتمر جنيف الثاني، الذي يبتعد موعد انعقاده وتعتزم فيه الدول الغربية وروسيا عرض حل سياسي للازمة في سورية.
وقد نشب خلاف شديد ايضا في صفوف الجيش السوري الحر، عندما أعربت مجموعة من الضباط التي تجمعت لاقامة قيادة عسكرية موحدة عن عدم رضاها من قيادة رئيس الاركان سالم ادريس، الذي يرون فيه رجلا اكاديميا عديم التجربة العسكرية، وغير قادر على ادارة معارك عسكرية متنوعة.
ويدعو بعض الضباط الى تنحيته وتعيين رجل ميداني بدلا منه، ولكن حسب اقوالهم فان ادريس ‘الذي يتحدث الانكليزية بشكل معقول’ يتمتع بدعم امريكي ولهذا فمن الصعب تنحيته.
وقال ناشطون في الجيش السوري الحر يوجدون في تركيا لـ’هآرتس′ ان الاحساس في اوساط المقاتلين هو أنه لا توجد في الغرب ارادة حقيقية للتدخل في ما يجري في سورية، وان جنودا كثيرين قرروا ترك ميادين القتال والانتقال الى الدول المجاورة، ولا سيما الى تركيا، لانهم لا يرون غاية من استمرار القتال.
وروى أحد الضباط فقال ان ‘المعنويات في قسم من الوحدات متردية. فالمقاتلون يتجولون وهم يحملون بنادق بلا رصاص، واحيانا ليس لديهم حتى المال لشراء الغذاء. بعضهم يقوم باعمال تجارية على حساب المواطنين الذين تبقوا في قراهم، وآخرون يفرضون نظاما ارهابيا ويصفون الحسابات مع المواطنين. لقد قررت الهرب الى تركيا بعد سنتين ونصف السنة من القتال لاني يجب أن اهتم بعائلتي التي تسكن في ظروف فظيعة في مخيم اللاجئين’.

السابق
نحن لن نسقط زعماء في الشوارع
التالي
انصار لمرسي يخطفون جنديين مصريين