جعجع: لسنا على استعداد لتغطية وجود حزب الله في سوريا

اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "عملية تأليف حكومة الرئيس تمام سلام سائرة في الاتجاه المطلوب ومن دون تسرع، وهي لا زالت ضمن المهل المقبولة للتأليف على رغم قرب موعد الانتخابات النيابية".

واعتبر في حديث متلفز ان "القول بان هناك عوامل إقليمية ادّت الى تسمية سلام لرئاسة الحكومة ليست في موقعها وحجمها، فهناك مجموعة عوامل داخلية ادّت الى استقالة حكومة ميقاتي، وبالتالي لا يمكن القول ان جهات خارجية سمّت الرئيس سلام بل الأصح ان قوى "14 آذار" توافقت على بعض الأسماء، وهنا جاء دور المملكة العربية السعودية التي نصحت رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الا يكون بعيداً من موقف قوى "14 آذار"، ومن ثم الرئيس الحريري تحدث مع جنبلاط الذي فضّل اختيار اسم سلام بعد عرض الأسماء التي كانت مطروحة من قبل "14 آذار"".

وإذ اوضح ان "مهمة الحكومة العتيدة إجراء الانتخابات النيابية"، توقع ان "تحصل الانتخابات في افضل الحالات في الصيف المقبل"، مشددا على ان "القانون الانتخابي الجديد سيكون على قاعدة القانون المختلط الذي هو جديد في تاريخ لبنان، وانطلاقا من هنا على وزارة الداخلية القيام بالعديد من التعديلات وقد تطلب مهلة تقنية لتأجيل الانتخابات بين شهرين الى اربعة اشهر"، ومشيراً الى ان "كل قوانين الانتخاب المطروحة حاليا لا يعرف من سيكون الفائز فيها اي ان نتيجتها رمادية باستثناء قانون الدوائر الصغرى".

وقال "ليس واقعيا طرح حكومة سياسية او حكومة وحدة وطنية في الوقت الراهن، والتجربة السابقة اثبتت فشلها، فمجلس الوزراء سلطة تنفيذية لا طاولة حوار، والحوار الجدّي والمداولات والنقاشات تجري في المجلس النيابي والحكومة موجودة للعمل".

وعن دور "حزب الله" في لبنان، سأل جعجع "اين هي المقاومة الآن؟، هل هي في القتال في دمشق وحمص وحلب؟، اهكذا تكون المقاومة"؟، معلناً اننا "لسنا على استعداد، ولم نكن يوما، لتغطية الوجود العسكري لـ"حزب الله" في سوريا، كما انه بالنسبة لنا لا يوجد معادلة جيش، شعب ومقاومة بل معادلة شعب ودولة وجيش، واتفقنا اخيرا على ان يكون "اعلان بعبدا" هو البيان الوزاري للحكومة المقبلة".

ووصف طاولة الحوار بأنها "فيلم إيراني طويل لمجرد تضييع الوقت وتمرير مشاريع إيران في لبنان والمنطقة، فقد بات معلوما ان دور "حزب الله" الآن مساندة نظام الأسد عسكريا والحفاظ عليه".

واكد ان "انخراط "حزب الله" بالأزمة السورية يشكّل خطرا على الشيعة في لبنان الذين لا نستطيع الا الدفاع عنهم في حال اصابهم مكروه لأنهم لبنانيون مثلنا، وبالتالي "حزب الله" يزجّ لبنان واللبنانيين في آتون الأزمة السورية وبهذا يكون انهى بنفسه انه مقاومة لأن المقاومة تكون فقط في وجه اسرائيل وليس ضد شعب من الشعوب العربية".

وعن موضوع النازحين السوريين، اعتبر جعجع انها "مشكلة انسانية كبيرة لا يستطيع لبنان ان يتحملها بمفرده باعتبار ان الارض اللبنانية ضاقت على قاطنيها ولم تعد البنى التحتية قادرة على تحمل هذا الكم الإضافي على عدد سكان لبنان في الأصل"، داعياً الدولة والمسؤولين الى "إيجاد الحلول لهذه الأزمة في أسرع وقت ممكن".

ولفت إلى ان "التأثير السوري ما زال حاضرا في لبنان من خلال ملائكة النظام او بالأحرى شياطينه"، مؤكدا ان "مصير نظام الأسد السقوط الحتمي على رغم ان موعد الانهيار دخل في إطار اللعبة الدولية باعتبار ان ايران و"حزب الله" وروسيا تستنزف في سوريا وما دام هذا الاستنزاف مستمرا سيبقى موعد السقوط معلقا، علماً ان هذا النظام لم يعد لديه مقومات الاستمرار".

وعن وضع المسيحيين في سوريا، دعاهم جعجع الى "عدم ترك ارضهم ومنازلهم وان يبقوا داخل سوريا وعدم مغادرتها، كما عليهم تنظيم انفسهم سياسيا وعليهم ان يدركوا ان مرحلة الخمسين سنة الماضية انتهت ويجب البدء بالعمل للوصول الى سوريا المستقبل، فالمسيحيون يجب الا يبقوا لامبالين بل ان يساهموا بفعالية وبالتعاون مع باقي السوريين الأحرار والمعتدلين في تطور بلدهم".

من جهة اخرى، وصف جعجع علاقته بمكونات قوى "14 آذار" بالـ "جيّدة الى حد بعيد"، اما علاقته مع جنبلاط، فقال "غير موجودة اذ لا علاقة مباشرة حاليا ولكننا على استعداد للتواصل معه في اي وقت كان".

واكد ان "قوى "14 آذار" بخير والدليل فوزها في الانتخابات النقابية سواء في نقابتي المهندسين في الشمال وبيروت او في نقابة الممرضين والممرضات بنتيجة كاسحة، والمهم في نهاية المطاف هو نتيجة هذا التحالف، وهي ستخوض الانتخابات موحدة".  

السابق
عسيري مرتاح للـحركة السعودية في اتجاه لبنان
التالي
حوري: لماذا لـم يزر باسيل عسيري قبل استقالة ميقاتي؟