النازحون السوريون في صيدا والجنوب الى ازدياد

بعد تصاعد القتال والعنف داخل سورية، اضطرت آلاف العائلات السورية إلى النزوح باتجاه لبنان، علها تجد ملجأ آمناً لها ولأطفالها، توزعت العائلات على المناطق اللبنانية كافة، بعضها وجد المكان الآمن، وبعضها ما زال يبحث عن سقف يحميه من صعوبة الحياة. ونزوح العائلات مستمر يومياً، لذلك من الصعوبة بمكان معرفة العدد الدقيق الذي يتغير يومياً، لكن مدير جمعية التعاون الإنساني فادي الشامية يقول: حتى اليوم 20/2/2013 وصلت 1998 عائلة سورية إلى منطقة صيدا، حسب التسجيل الذي يتم لدى اتحاد المؤسسات الغذائية في صيدا والجنوب.
ويضم هذا الاتحاد 18 جمعية أهلية تهتم بشؤون النازحين في المنطقة. ولكن من أين أتى النازحون؟ يشير الشامية إلى أن النازحون قدموا من مناطق سورية مختلفة، من إدلب، حمص، حلب ومن قرى المحافظات نفسها، ومؤخراً حضرت عائلات عديدة من دمشق نفسها.

أين يسكن النازحون؟
يوضح الشامية أن عدداً من العائلات قد استأجر منازل متواضعة في صيدا وضواحيها، "والبعض يسكن لدى أقربائه أو أصدقاء له. ويزيد: "بعض الأشخاص قدم للاتحاد بيوتاً بحاجة إلى تأهيل للسكن، وقد أمّنا تأهيلها وأسكنا عائلات عديدة فيها. وكل يوم نجد عائلات هائمة في الشوارع، نوصلها إلى أحد الجوامع حتى يتم تأمين سكن لها".
ويتابع: في بلدة عبرا القديمة مدرسة قديمة قيد الإنشاء تابعة لمدرسة الإيمان أهّلتها جمعيتنا، جمعية التعاون الإنساني على نفقة جهة كويتية (حملة البنيان) وسكن فيها 40 عائلة. كما أسكنا 127 عائلة في مجمع الإمام الأوزاعي وهو بناء قيد الإنشاء أيضاً، ويقع قرب المستشفى التركي عند مدخل صيدا الشمالي.

التقديمات
قدم اتحاد المؤسسات مساعدات غذائية وأدوات تنظيف للعائلات النازحة حسب ما يتوفر لديها:
يقول المسؤول الإعلامي في الهيئة الإسلامية للرعاية غسان حنقير: وزعنا عبوات غذائية وأدوات تنظيف على العائلات النازحة في مدينة صيدا بالإضافة إلى النازحين الذين سكنوا في القرى المحيطة بصيدا مثل مغدوشة وطنبوريت. ويضيف: وزعنا 2000 حرام على ألف عائلة وهي مساهمة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة – المملكة العربية السعودية.
ويزيد حنقير: لقد وزعنا لُحَفاً وصلتنا من مؤسسة الرحمة العالمية في الكويت، وأدوات تنظيف قدمتها مؤسسة الرؤية العالمية.

تعليم وطبابة
ويوضح الشامية: لا مواعيد محددة لتقديم المساعدات، حال وصولها نتولى توزيعها مباشرة، وأحياناً نطلب من الجهة المانحة أن توزعها بنفسها. لم نوزع شيئاً منذ 15 يوماً لعدم توفر مواد غذائية أو احتياجات أخرى. تقدم الهيئة الإسلامية للرعاية الطبابة اللازمة للنازحين مع تأمين الدواء عبر المستوصفات التي على علاقة بها وخصوصاً مستوصف الحسين، في حين أن جمعية التعاون الإنساني افتتحت عيادتين لعلاج المرضى التي يصل عددهم اليومي إلى مئة مريض مع تأمين الأدوية اللازمة لهم، "ونساهم في كلفة الاستشفاء" حسب ما يقول الشامية.
ومن أهم التقديمات للنازحين المساعدة المدرسية، فإن نحو 1200 طالباً سورياً التحقوا بمدارس خاصة مختلفة، إذ تم الاتفاق بين الشبكة المدرسية واتحاد المؤسسات أن تتحمل كل مدرسة 50 طالباً سورياً بدون رسوم مدرسية، والمدارس هي: المدرسة الإنجيلية، ثانوية الحريري، مدرسة البهاء، مدرسة المقاصد، مدرسة الجنان، مدرسة الفرقان ومدرسة صيدون. وتستخدم مدرسة الإيمان مجمع الثقافة والعلوم كمدرسة لاستقبال 300 طالباً سورياً التحقوا بها ليدرسوا وفق المنهج التعليمي السوري.
الجمعيات الأهلية تقوم بواجباتها وخصوصاً أنها استطاعت امتصاص الصدمة الأولى، لكن ألا آن الأوان للتفكير بصوت عالٍ بالسؤال المطروح: كيف سيستمر عمل الجمعيات إذا استمر العنف في سورية؟
  

السابق
إخلاء سبيل نيفين مندور
التالي
زاسيبكين:موسكو تعمل على منع انتقال التوتر من سوريا الى المنطقة