عيتاني في تركيا ولاحقا إلى بيروت

دخل الزميل فداء عيتاني الأراضي التركية بعيد منتصف ليل أمس، بعد خمسة أيام قضاها محتجزاً لدى فصيل سوري مسلّح يحمل اسم «لواء عاصفة الشمال» في منطقة أعزاز السورية.
وأجرى عيتاني اتصالاً هاتفياً بالمؤسسة اللبنانية للإرسال أكد في خلاله أنه بات في عهدة السلطات التركية، وتواصل مع القائم بالأعمال اللبناني في أنقرة، الذي سيتولى مهمة ترتيب عملية انتقاله إلى لبنان.

وكانت المجموعة التي تحتجز عيتاني قد أصدرت بياناً بعد ظهر أمس قالت فيه إنها سترسل عيتاني «إلى بلده عبر الأراضي التركية، بعد الانتهاء من الاستفسار حول بعض التفاصيل والمعلومات عنه، وذلك دون وساطة أي طرف أو دفع أي فدية، لأن الصحافي كان تحت الإقامة الجبرية فحسب». وتابع البيان: «إن ما صدر من قبلنا حول توقيف العيتاني الذي وصلتنا معلومات حول تحركاته في مدينة حلب وريفها، والتي تفيد بأن عمله كصحافي لا ينطوي تحت المعايير والقوانين للصحافة، ولا ميثاق الأمم المتحدة للعمل الصحافي». وأعلن البيان أن عيتاني ممنوع من دخول سوريا خلال الشهر المقبل، وأن دخوله متاح بعد ذلك، بشرط «إرسال القناة أو الوكالة الإعلامية التي يعمل معها تكليفاً واضحاً يشرح عمله في سوريا».

وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، قد أكّد بعد ظهر أمس أن عيتاني في طريقه إلى الأراضي التركية. ولاحقاً، صرّح عيتاني في اتصال هاتفي مع المؤسسة اللبنانية للإرسال بأنه موجود على الحدود السورية ـــ التركية عند معبر باب السلامة، وأنه ممكن أن يدخل الأراضي التركية بسهولة إذا وافقت السلطات التركية، متهماً الدولة اللبنانية بالتقصير. وأشار عيتاني إلى أن السلطات التركية ترفض تسلمه «لحجج واهية» وأن أبو إبراهيم يريد تسليمه لأحد المعنيين في السفارة. وأكد عيتاني أنه حر وطليق في الأراضي السورية مع «الجيش السوري الحر».

وكانت قيادة ما يسمى «لواء عاصفة الشمال» في أعزاز قد أكدت في بيان أنه «تم تحديد الساعة 6 لإطلاق عيتاني، لكن لسبب نجهله حاولت السلطات التركية المماطلة»، وطالب البيان السفارة اللبنانية في تركيا بإرسال «جهة لتسلم عيتاني في معبر باب السلامة».
من جهته، أشار وزير الخارجية عدنان منصور، إلى أن القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في تركيا اتصل بمسؤولين أتراك وقالوا له إنه لا علم لهم بإطلاق سراح عيتاني، ما يعني أن «الدولة لا تماطل بالموضوع». وأكد منصور أنه طلب من القائم بالأعمال التوجه إلى الحدود التركية ـــ السورية لمتابعة قضية عيتاني.

تصريح عيتاني استدعى ردّاً من شربل، حيث أكّد أنه والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تواصلا مع السلطات التركية، وأنه تلقى اتصالاً عند الساعة الرابعة من بعد ظهر امس أفاده بأن أبو ابراهيم اطلق سراح عيتاني، ولكن ظهر لاحقاً «أن الأمور معقدة ولم يستطع الدخول الى تركيا».
وأعلن شربل أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تواصل مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وكان رئيس جمعية «اقرأ» الشيخ بلال دقماق قد أكّد لموقع «النشرة» أنه طُلب منه شخصياً التوجه غداً إلى تركيا والانتقال من هناك إلى سوريا لتسلم عيتاني ونقله إلى لبنان.

وعلمنا أن محتجزي عيتاني أصروا طوال بعد ظهر أمس، وحتى ساعات من الليل، على دخول القائم بأعمال السفارة اللبنانية في تركيا إلى مسافة لا تقلّ عن 200 متر داخل الأراضي السورية لتسلّم عيتاني، لكنّ هذا لم يحصل.
يُذكَر أن المجموعة المسلحة ذاتها لا تزال تحتجز حرية 9 لبنانيين كانت قد اختطفتهم مع اثنين آخرين، خلال عودتهم براً من زيارة العتبات المقدسة في إيران في أيار الماضي.

السابق
الفصيح…
التالي
إصابة مواطن في صيدا حاول الفرار