برغاميني: خوف اوروبي على لبنان

أعرب المستشار الامني لشؤون الشرق الاوسط في رئاسة الاتحاد الأوروبي باتريس برغاميني عن تشاؤمه وخشيته على الاستقرار في كل من لبنان والاردن. وكشف في حديث الينا أن الرأي العام الغربي بدأ «يستشعر خطر وجود اسلاميين جهاديين على الارض في سوريا»، ما جعله يشكّك في ما يسمى «نهاية اللعبة» في سوريا التي يسوّق لها في الغرب. ورأى ان مدينة حلب تتحول الى غروزني (عاصمة الشيشان) جديدة. وفي ما يأتي نص الحوار:

 ماذا بعد مهمة انان؟ كيف سيتم التعاطي دولياً مع الازمة السورية، وما هي قراءة الاتحاد الاوروبي لامكانيات الحل وتقويمه للوضع الراهن؟
هناك ثلاثة عناصر اساسية تؤثر على الموقف الدولي هي:
ــــ انشقاق رئيس الحكومة السوري (رياض حجاب) وما تبعه ويتبعه من انشقاقات، مما يعطي انطباعاً بأن النهاية باتت قريبة. وحتى لو لم تكن هذه هي الحقيقة. إلا أنها تؤدي الى تجميد كافة الجهود للأطراف الدولية المؤثرة. وهذا أمر غير جيد طبعاً.
ــــ الدور الايراني على الارض، الذي اصبح ظاهراً أكثر الآن. كنا نعرف ان هناك تدخلاً ايرانياً. ولكن اصبح ذلك واضحاً الآن. وهذا ايضاً يؤدي الى شلل في التحركات، لأن كلاً من الطرفين يعتقد انه على حق: طرف يعيد التذكير بأن ما يحصل يؤكد ان سوريا وايران هما في المحور نفسه، وآخر يؤكد ان النهاية في سورية ليست قريبة كما يسوّق الطرف الأول لأن سوريا مدعومة من جار كبير لن يدعها تسقط.
ــ انتشار مقالات في الاعلام والصحف الغربية عن وجود جهاديين على الارض. كنا نعلم ذلك من البداية، لكنها الآن مادة منتشرة في الاعلام الغربي. وبالتالي فإن الرأي العام الغربي والصحافيين الغربيين يشككون في وجود الجهاديين، في ما يسمى «نهاية اللعبة» التي يُسوَّق لها في الغرب.

 كيف تنظرون الى معركة حلب؟
في كل الاحوال، لا توجد عناصر مشجعة للوضع العام. من جهة، عدم وجود بديل مقبول من كل الاطراف يأخذ مكان كوفي أنان، ومن جهة أخرى الوضع على الارض في حلب التي اخذت تتحول الى سريبرينيتشا جديدة او غروزني جديدة، وهذا عار علينا جميعاً. الجمود في الوضع سيستمر على ما يبدو. وكلما طالت الامور، أصبحت المصالحة في مرحلة ما بعد الازمة أصعب واكثر تعقيداً.

 هل تعتقدون ان الاستقرار في لبنان مرشح للاهتزاز؟
أنا شخصياً متشائم جداً اليوم. اوروبا خرجت من اللعبة (حتى لو رأيت بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تحاول ان تكون مبادرة). والولايات المتحدة الاميركية عالقة. الصين وروسيا لن تتحركا ابداً، على الاقل حتى نهاية ايلول. هذا كله يعني ان الملعب سيبقى في أيدي العابثين المحليين من المعسكرين، مع كل المخاطر والتأثيرات البديهية على لبنان والاردن. وفي هذه المرحلة، لم نر بعد معلومات كافية حول الموقف الاسرائيلي الجديد. المصدر الوحيد للامل يأتي فقط من الشعب السوري نفسه. بشكل يشبه الى حد ما موقف الشعب الليبي الذي اثبت مؤخراً للعالم انه قادر على الانجاز، مع انه، ويا للاسف، لا تزال هناك شكوك في قدرة العالم العربي على تولي مستقبله بنفسه.  

السابق
مخطط تفجيرات يخفي مخططاً آخر؟
التالي
سيناريوات سوريّة تقلق إسرائيل