…والكاميرا رصدت أحدهم ؟!

بعد يوم طويل نظمته بلدية صور وشاركت فيه قوات "اليونيفيل" وجميع المؤسسات التجارية والخيرية والاجتماعية والمدارس والأندية الكشفية والرياضية لتنظيف الشاطئ البحري الجنوبي استعداداً لموسم الصيف، هزّ منتصف ليل الأحد – الاثنين الانفجار الرابع مدينة صور، وتحديداً مطعم "نوشن" لصاحبه محمد صفي الدين، ويستثمره زاهي زيدان، وهو في الطبقة الرابعة من مبنى "ماكدونالد" الملاصق لمبنى "سبينس"، مما أدى الى جرح عدد من عماله، عرف منهم: يحيى حجازي ورضا عوض وحسن جمعة وأنور مصطفى نقلهم الدفاع المدني الى المستشفى، واصاباتهم طفيفة جراء تطاير الزجاج، إضافة الى أضرار مادية.

وتردد أن واضع العبوة التي قدرت بما بين 2 و3 كيلوغرامات من الـ"ت. ن. ت". كان وضعها في المصعد وفرّ، وعند وصول المصعد إلى الطبقة الثالثة انفجرت.

اللافت في تفجير الـ"نوشن" أن القوى الأمنية ضربت منذ اللحظة الأولى طوقاً مشدداً حوله، بخلاف التفجيرات السابقة. وحضر إلى المكان معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر، وقائد قطاع جنوبي الليطاني في الجيش العميد صادق طليس، وآمر فصيلة شرطة صور العسكرية، وضابطان من الوحدة الإيطالية العاملة في "اليونيفيل"، وخبراء المتفجرات وعناصر الأدلة الجنائية.

وأملاً بأن يكون التفجير الثالث ثابتاً من دون تكرار، تتوجه الأنظار نحو كاميرات المراقبة المنتشرة في المكان والعائدة إلى كل من "ماكدونالدز" و"سبينيس"ومطعم "تيروس كلاسيك"، إذ شاءت الصدفة في التفجيرات السابقة أن تكون الكاميرا التابعة لمطعم "إسكندر" الذي استهدفه الانفجار الأول في شهر تشرين الثاني الماضي، معطلة، فيما لم يكن مطعم "تيروس" ومحل كتورة لبيع المشروبات الكحولية مجهزين من الأساس بها عند استهدافهما بتفجير مماثل قبيل عيد رأس السنة الفائت. محقّقو فرع المعلومات أخذوا تسجيلات كاميرات المراقبة وكشفوا عليها لمحاولة تحديد ما إذا كانت تدل على الفاعلين. وفي المعلومات الأوّلية، أشار مصدر معني إلى أن كاميرا سبينيس رصدت رجلاً يضع نظارات على عينيه وصل إلى المكان بسيارة من نوع مرسيدس قبيل دوي الانفجار حيث صعد إلى المبنى ونزل في غضون دقائق معدودة.

من جهته، رأى مستثمر الـ"نوشن" زاهي زيدان أن الانفجار يمثّل "ضربة للسياحة والاقتصاد اللبناني"، فيما طالبت فاعليات المدينة الجيش والأجهزة الأمنية بـ"تشديد الرقابة والدوريات والضرب بيد من حديد لمن تسوّل له نفسه العبث بأمن المدينة وأهلها".

إشارة إلى أن التفجيرات كان سبقها إلقاء منشورات من مصدر مجهول في المدينة يهاجم فيها مظاهر بيع وتقديم المشروبات الكحولية والسهرات الغنائية والراقصة في المطاعم، وحرق بعض لافتاتها، ما حدا حينها بأكثر من مطعم إلى الامتناع عن تقديم المشروبات الكحولية. لكن التفجير الرابع من نوعه عزّز من مخاوف سكان المدينة وزوارها على الاستقرار والسياحة، خصوصاً أن القوى الأمنية كانت قد وعدت برفع مستوى الجهوزية لعدم تكرار مثل تلك الحوادث.

السابق
هل يقبل جنبلاط ترغيباً ما رَفضه ترهيباً؟
التالي
ارسلان: الإصلاح باعتماد النسبية