كيد النساء

يُحكى أنّ تاجراً كان متزوجاً من امرأة جميلة، وكان يُكثِر من الترحال، فشكَّ في سلوك زوجته أثناء غيابه، فأحضر طائراً ليُخبره عن كل ما يجري في البيت.
وكانت زوجته على علاقة بشاب، وعندما عاد الرجل من سفره أخبره الطائر بما رأى، فقالت المرأة لزوجها: «اتق الله، ولا تصدّق كلام طائر لا يدري شيئا، ولا يعقل، ولا تظلم نفسا لا ذنب لها».
وبعد حوار مطوّل طلبت المرأة من زوجها أن يبيت الليلة عند أصدقائه، ثم يأتي في اليوم التالي، فيستمع إلى الطائر والمرأة ويقتل الكاذب منهما.
وافق الزوج، وعندما ذهب أخذت المرأة جلدا باليا ووضعته على القفص، ثم أضاءت مصابيح قوية وسلّطتها على القفص وجعلت تصب الماء على الجلد، وتدق بطبل قرب القفص حتى طلع الفجر، فلما عاد الرجل في الصباح، وسأل الطائر أجابه بأنّه لم ير شيئا لأنّ المطر الغزيز كان يهطل طوال الليل.

فقال الرجل وهو غضبان: لقد علمتُ بأنّك كاذب.. فأخذ الرجل الطائر المسكين وذبحه قربانا لخطيئة زوجته.
أما المرأة فقد صنعت من لحمه أشهى مرق تذوّقته وتذوّقه زوجها كما تذوقه العشيق.
قد يظن البعض بأنّه كيد النساء، لكن في لبنان رفعت المرأة القبعة عاليا أمام كيد السياسين، والدليل على الكيدية السياسية التي يتمتّع بها سياسيونا، هو المسرحية التي استمرّت لثلاثة أيام على مسرح «برلمان التشريع وحماية القانون»، فلقد أتقنوا التمثيل واحترفوا اللعب على كافة الأوتار، والشعب كان مثله مثل الزوج المخدوع. قسم منه ظنَّ بأنّ المعارضين ضنينين بمصالحه، والقسم الآخر ظنَّ بأنّ الحكومة مظلومة كما «ظُلِمَتْ» الزوجة، إلا أنّ الضحية المذبوحة فهي: الشعب المنقسم حتى على حقوقه.

السابق
كي مون قلق من زعزعة لبنان: سلاح حزب الله تهديد للاستقرار
التالي
مِنّة شلبي إلى مهرجان كان