صيدا تتوحّد في المطالبة بإعدام قاتل الناتوت

علمنا من مصادر قضائية، أن قاضي التحقيق الأول في الجنوب منيف بركات، استمع امس الى افادات عدد من الشهود في قضية قتل التاجر والصيرفي الصيداوي محمد الناتوت في مؤسسته في صيدا فجر الثلاثاء الماضي، بعدما كان استمع الى مرتكب الجريمة، السوري ناصر فارس. ومن المنتظر أن يختم التحقيق وان يصدر القرار الظني في غضون ايام قليلة، وفق هذه المصادر.

وعلم أن القاضي بركات استمع الى شاهد من آل ديب، وهو أحد زبائن مؤسسة الناتوت الذي صودف دخوله المؤسسة مباشرة بعد وقوع الجريمة وابلغ عن الجريمة. كما استمع بركات مطولاً الى سائق سيارة الأجرة التي استقلها المجرم من صيدا الى بيروت، والذي ساهم في القاء القبض عليه. وحضر الى قصر العدل في صيدا امس، نجل المغدور، مازن الناتوت، الذي جدد كجهة مدعية امام القاضي بركات، اقواله الواردة في عريضة الدعوى، مطالباً بتسريع التحقيقات مع القاتل واصدار القرار الظني في اسرع وقت، والإدعاء على المتهم بموجب المواد الواردة في قانون العقوبات اللبناني والتي تؤدي الى الحكم بالاعدام، واحالة القاتل الى محكمة الجنايات في لبنان الجنوبي للحكم عليه. وحضر الى جانب مازن الناتوت ثلاثة من المحامين الصيداويين الذين تطوعوا لمتابعة قضية مقتل والده وحصلوا على توكيل من العائلة وهم المحامون محمد علي الجوهري ومحمد شهاب واحمد الصباغ.

صيدا موحّدة في المطالبة بالحق
توحدت صيدا بكل مكوناتها في المطالبة باحقاق الحق والعدل بالاقتصاص من قاتل الناتوت وانزال عقوبة الاعدام به، احقاقاً للحق والعدل وانتصاراً لأمن وكرامة صيدا. وفي هذا الاطار، نظمت حملة المطالبة بإعدام قاتل الناتوت وهيئات اهلية وشبابية، حملة توقيع على عريضة للمطالبة بإعدام القاتل شارك فيها عدد من فاعليات المدينة تتقدمهم النائب بهية الحريري وأمين عام تيار المستقبل احمد الحريري ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب ناصر حمود وامام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي والرئيس السابق للبلدية عبد الرحمن البزري ووفد من حزب الله وشخصيات وممثلون لمختلف الهيئات والقطاعات وجمع من ابناء المدينة والجوار. حيث قرأ الجميع الفاتحة لروح المغدور الناتوت.

احمد الحريري
بعد توقيع العريضة، قال احمد الحريري: نحن بهذا الاعتصام نطالب فيه ونوقّع عريضة لتنفيذ العدالة بحق قاتل اخذ من بيننا انساناً صيداوياً عزيزاً، يقوم بعمل الخير وتعرفه العائلات المستورة، هو ابو مازن الناتوت رحمه الله. نحن عائلة واحدة اعلى من كل الانقسامات والاختلافات ومن كل المواضيع والصغائر التي تحدث بيننا. عندما تقع مصيبة تطال احدى عائلاتنا نتكاتف جميعاً سوياً ونقف كلنا وراء هذه العائلة. ونحن اليوم بدعوة من العائلة، سنمشي وراء نجل الفقيد منازن لنستطيع ان نحقق العدالة وأن نعرف ان دم ابو مازن لن يكون رخيصاً، دم ابو مازن هو دم صيداوي اصيل يجب أن نأخذ حقه، ويجب أن نضغط لينال المجرم عقابه ولينال كل المجرمين الذين ينفذون جرائم دون ان يحاسبوا منذ العام الفين الى الآن. هذه العريضة يجب أن تذهب الى كل بيت ومدرسة وشارع وحي حتى نستطيع ان نضغط على الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية ونطلب طلباً وحيداً هو الاعدام لقاتل ابو مازن وهنا في هذه الساحة.
اما نجل المغدور مازن فتوجه بالكلام الى والده "الشهيد بإذن الله" فقال: صيدا كلها اليوم مجتمعة في ساحتك التي احببت وزرعت ونوّرت ورعيت. صيدا كلها مجتمعة في ساحتك التي تشبهك. استشهادك يا ابا مازن جمع كلمة صيدا على اختلاف تياراتها وسياساتها ومذاهبها، وثبتت صيدا بمطلبها بأن حياة المواطن اللبناني خط احمر. القضية الآن القصاص السريع. التضامن، تحصين القضية، الايمان بالسلطة القضائية وبحكمها والحفاظ على أمن مدينة صيدا لتكون مدينة تليق بأهلها وتحميهم.

ماهر حمود
وتحدث الشيخ ماهر حمود فقال: انزال القصاص بالمجرم ليس فقط مطالب آل الناتوت او اهل صيدا بل هو مطلب المجتمع. نأسف كثيراً لأن المجتمع الدولي استنزع من لبنان وعداً بعدم تطبيق عقوبة الاعدام بعد آخر اعدام عام 2004. ومن وقتها نستطيع ان نؤكد ان الجرائم زدات وتنوعت وتفنن. ولفت الى ان هناك حوالي 30 حكم اعدام موجودة الآن لا ينفذ منها شيء. وكما جرى الاستنساب عام 2004 باعدام ثلاثة من اصل عشرين على قاعدة ستة وستة مكرر، نعم يمكن اختيار ثلاثة او اربعة من اشد المجرمين واعدامهم، وطبعاً سيكون واحداً منهم بدون شك قاتل المغدور ابو مازن الناتوت.

البزري
وقال البزري: ان اهالي صيدا يريدون ان يكون هناك دولة وحكومة وقضاء. ان شهادة ابو مازن وهذه الجريمة البشعة فرصة للدولة لتثبت انها مع المواطن في صيدا التي تبكي اليوم ابو مازن وتطالب بالاقتصاص من القاتل وانزال حكم الاعدام. وسنبقى هنا في هذا المكان حتى تحقق العدالة المطلوب منها.
وكان نفذ اعتصام في المكان نفسه تحت شعار "دماء أبناء صيدا عصية على المجرمين"، حيث احتشد المئات من صيدا والجوار مطلقين صرخة واحدة "الإعدام لقاتل أبو مازن.. الآن". وشاركت في الاعتصام عائلة المغدور الى جانب فاعليات وهيئات تربوية وشبابية واهلية من صيدا والجوار. ونثرت الورود واضيئت الشموع، أمام صورة كبيرة للمغدور الناتوت الى جانب لافتات تدين الجريمة وتطالب بالإقتصاص من القاتل. وألقيت كلمات طالبت باعدام القاتل وبتحقيق الأمن الدائم لصيدا.

السابق
مشروع قانون للحشمة يحدد معايير الملابس وعمليات التجميل
التالي
انهيار صخري يجتاح منزلاً في الصرفند