الفرزلي: دور سليمان أصبح مقلقاً

رأى نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق إيلي الفرزلي ان ما سمي بـ «الأزمة الحكومية» هو واقع غير موجود بالمعنى الفعلي والحقيقي له، وذلك لاعتباره ان الأزمة الحكومية افتعلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واصطنع حيثياتها وعناصرها لاسباب عديدة واهمها اثنان اولا للهروب من لعب دور متقدم على مستوى اعادة النظر في بروتوكول المحكمة الدولية عملا بنص المادة 18 معطوفة على المادة 20 التي تخول الحكومة اللبنانية كطرف في العقد ان تعيد النظر ببنود الاتفاق، ثانيا لاعادة انتاج صورته لدى الطائفة السنية على انقاض الدور المسيحي ـ العوني، معتبرا بالتالي ان ابعاد اثارة الرئيس ميقاتي لوجود اعتداءات على صلاحيات رئاسة الحكومة ليست سوى محاولة منه للحؤول دون السماح للعماد عون ووزرائه بلعب دور مركزي في التعيينات الادارية، وذلك في اطار محاصرة عون كحليف لـ «حزب الله» استكمالا للحملة الغربية المستهدفة لمحاور الممانعة في المنطقة.

واشار الفرزلي لنا الى ان تعليق الرئيس ميقاتي لجلسات الحكومة موقف غير دستوري كونه موقفا يتعارض مع المادة 65 من الدستور التي تفرض على رئيس الحكومة عقد اجتماعات دورية لمجلس الوزراء، مستغربا في المقابل صمت الرئيس سليمان حيال الموقف الميقاتي خصوصا انه اقسم اليمين للحفاظ على الدستور، مشيرا تبعا لهذا الصمت الى ان دور الرئيس سليمان اصبح دورا غير مفهوم ويدعو الى القلق بعد ان تحول من حكم بين اللبنانيين الى جزء من الثلث المعطل في الحكومة، معتبرا بالتالي ان الدور الجديد الذي يلعبه الرئيس سليمان كون لدى الرئيس ميقاتي البعد الثاني لافتعاله الازمة الحكومية في هذه اللحظة التاريخية بالذات، الا وهو تحسبه من اكتمال سيناريو معين في المنطقة يفرض بنتائجه موازين قوى جديدة على الساحتين الاقليمية واللبنانية ويجبره على تقديم تنازلات تتناقض مع انتمائه السياسي الحقيقي.

 وتساءل الفرزلي عما وصفه بكيفية تمكن الرئيس سليمان من لعب دورين متناقضين في آن واحد على حد قوله وهما دور الحكم ودور المشارك في تعطيل جلسات مجلس الوزراء من خلال صمته من خرق الرئيس ميقاتي للمادة 65 من الدستور، متسائلا ايضا عن كيفية سماحه للرئيس ميقاتي الامعان في ايحاءاته بان الوزراء موظفون لديه ولدى رئاسة الجمهورية، معتبرا تبعا لتساؤلاته ان ما يجري هو ثقافة الـ «الترويكا» التي امعنت تخريبا في البلاد على مدى ثلاثة عقود بعد ان استدرج اليها الرئيس الراحل الياس الهراوي مع بدء ولايته الأولى على رأس الدولة آنذاك.

الحريرية السياسية

وردا على سؤال اشار الفرزلي الى ان دعوة قوى 14 آذار الرئيس ميقاتي للاستقالة وتشكيل حكومة تكنوقراط هي دعوة تكتيكية لحث «حزب الله» على التمسك بالحكومة بهدف انجاح الرئيس ميقاتي في الوظيفة الموكلة اليه دوليا وتحديدا من قبل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان والتي حملت عنوانا رئيسيا وهو تأليف حكومة بالاتفاق مع «حزب الله» للحفاظ على استقرار لبنان، تمهيدا لفصل ساحته امنيا عن الساحة السورية وعدم ادخالها في صراعات المنطقة، مشيرا الى ان الرئيس ميقاتي لم يضطلع منذ تشكيله الحكومة بأي دور يتناقض مع سياسة قوى «14 آذار» وتحديدا مع الحريرية السياسية باستثناء حلوله مكان الرئيس الحريري على رأس الحكومة، بمعنى اخر يعتبر الفرزلي ان المدرسة الحريرية مازالت تترأس الحكومة من خلال ترؤس نجيب ميقاتي لها، مستدركا بالقول ان الحكومة الميقاتية اخطر بكثير على الوضع اللبناني من حكومة الرئيس الحريري السابقة، وذلك لاعتباره ان الرئيس الحريري قدم العديد من التنازلات للاخرين بينما الرئيس ميقاتي يعمل على تنازل الآخرين له تحت عنوان تقويته سنيا. 

السابق
تفويض الكرملين
التالي
السيد نصرالله: حسم بقاء الحكومة… وأبلغ من يهمه الأمر من أقطابها بأن إسقاطها خط أحمر