عبد الله: المشكلة في لبنان الاصطفاف المذهبي والكيدية السياسية

اعتبر مفتي صور وجبل عامل حسن عبد الله ان المشكلة الأساسية في لبنان هي الاصطفاف المذهبي والكيدية السياسية، واشار الى ان الاصطفاف المذهبي بين المسلمين بدأ منذ دخول الأميركي إلى العراق بحيث بات متنفسا لكل دول الخليج على الاساس المذهبي والطائفي وان بقية الدول العربية وقعت في الفخ الطائفي نفسه.

كلام عبد الله جاء خلال استقباله وفدا من "جبهة النضال الوطني الفلسطيني" برئاسة جمال خليل في دار الإفتاء الجعفري في صور.

وقال عبد الله: "ان دول الممانعة والمقاومة وعددا من الاطراف السياسية الواعية اللبنانية والفلسطينية استطاعت ان تخلق جوا من المواجهة مع التيار الطائفي، لكن في ظل الحالة العامة في الوطن العربي طغى الجو الطائفي على المنطقة وتسعير نار الصراع المذهبي، وان اشغالنا بالصراع الداخلي بات شبه بديل عن الصراع مع اسرائيل، وهذا ما واجهه الشعب الفلسطيني بعد تحويل الصراع من مقاومة اسرائيل الى الصراع الداخلي، واننا في لبنان نواجه الصراع البديل وهو في طريقه الى الاحتقان، وعلى العقال في هذا البلد تنفيس الاحتقان ونحتاج الى خطاب سياسي منفتح وليس خطابا متشنجا" .

وتساءل عن ماهية جدوى الثورات العربية في مجال الصراع مع اسرائيل ككيان مغتصب لارض الشعب الفلسطيني، وقال: "الدول العربية باتت ناسية للقضية الفلسطينية، وما يحصل في سوريا بات فزاعة لكل العرب، وما حصل في الدول العربية لن ينتهي".

وانتقد ذهاب الجامعة العربية بقراراتها الى الامم المتحدة، مما يدل على ضعفها وحاجتها الى اصلاح الخلل الموجود فيها، وان وضعها لا يبشر بالخير فالجامعة العربية تساهم في التفكك والبعد العربي.

وتساءل: لماذا ما يحصل في البحرين لا يعطي اهتماما عربيا ودوليا، فيما ارسلوا الى سوريا مراقبين وارسلوا الى البحرين درع الجزيرة لحماية النظام؟ وقال: "ان استعمال الفتن الداخلية يشكل أكبر خطورة على الانظمة" . وأكد ان المتضرر الاساسي من كل هذه الفتن هو الشعب الفلسطيني.

وفي الشأن الداخلي، اكد عبد الله توجهات الامام الصدر باحتضان الشعب الفلسطيني، وقال: "ان حمايته ونصرته ومساعدته لعودته الى أرضه من أولوياتنا العقائدية والدينية والسياسية" .

وأشار الى ان السلاح في الجنوب موجود لثلاثة أمور: نصرة الشعب الفلسطيني، منع تقسيم لبنان وحماية الجنوب.

خليل

بدوره، قال خليل: "ان الشعب الفلسطيني لا يزال يظلم وهو لاجىء فرض عليه هذا الموقف، وقد استفدنا من دروس الماضي، وما يجري في عالمنا العربي خطير ونحن لسنا ضد الحرية والديموقراطية، ولكن سنسأل من يستثمر الربيع العربي اذا كان هناك من ربيع".

وحذر من مشروع القضاء على الممانعة، مشيرا الى ان الديموقراطية لا تتحقق بهذا الشكل من التفتيت والتقسيم.

واعتبر ان "الشعب الفلسطيني رغم كل ما يقال يبقى بذاكرته ووجدانه وقناعته فلسطين مقاومة، وكل ما يفرض علينا من زواريب داخلية نحن نرفضها، فيما تسعى اسرائيل الى المزيد من التهويد، وبالمقابل الشعب الفلسطيني في مواجهة دائمة مع اسرائيل ولا حل مع اسرائيل الا المواجهة والمقاومة" . وأكد العلاقة الطيبة والوطيدة بين الكتلة الشعبية الفلسطينية في لبنان والشعب اللبناني وان البدع والفتن الطائفية والمذهبية التي تدور اليوم في فلك العالم الاسلامي هي خدمة مجانية لاسرائيل.
  

السابق
ايران تعرض قريبا احدث انجازاتها الفضائية و الصاروخية في الأول من شباط
التالي
خليل: كلام العماد عون صرخة والمطلوب ترجمتها في المكان الصحيح لإيجاد الحلول