الجنوب شهد تجاوزات أمنية في الأيام الـ30 الأخيرة أكثر من السنوات الـ5 الماضية!!

يبدو أنّ روزنامة أمن الجنوب بدأت تصير أسرع مما كانت عليه في السنوات السابقة، بعد الصاروخ الذي أطلق من الجنوب وسقط الإثنين الفائت، موقعا جريحة لبنانية في بلدة حولا، في حادث هو التاسع من نوعه منذ حرب تموز.
ففي حين نعم الجنوب بسنتين شبه هادئتين بعد حرب تموز 2006، عادت العام 2009 ليشهد في الشهر الأوّل منه إطلاق صواريخ من بلدة الهبارية، في العرقوب اللبناني ذي الأكثرية السنية من السكان.
بعد 9 أشهر شهدت نهاية صيف الـ2009 صواريخ مجهولة المصدر من بلدة القليلة جنوب مدينة صور باتجاه شمال إسرائيل.

الحادثتان وقّعتا بأحرف تنظيمات جهادية سنية غير مؤكّدة. العام 2010 شهد في آب منه تبادل لإطلاق النار على الحدود بين "إسرائيل" ولبنان بسبب ما عرف بـ"شجرة العديسة"، أوقع أربعة قتلى بينهم ثلاثة
لبنانيين، جنديان وصحافي هو الزميل عساف أبو رحّال، بالإضافة إلى ضابط "إسرائيلي" في قطاع الحدود.

في العام 2011 بدأت الروزنامة تضاعف من سرعتها. ففي أيار الفائت قتل عشرة فلسطينيين وجرح مئات آخرون عندما حاولوا الدخول من لبنان إلى إسرائيل خلال إحياء ذكرى "النكبة"، بعد دعوة واسعة إلى "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" التي تم الترويج لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
في آب 2011، بعد ثلاثة أشهر من الإجتياح البشري الحدودي، حصل تبادل لإطلاق النار بين عسكريين "إسرائيليين" ولبنانيين بعد تقدّم جنود إسرائيليين إلى الأراض اللبنانية على نهر الوزاني الحدودي.

وفي تشرين الثاني الفائت أطلقت 4 صواريخ كاتيوشا من منطقة حدودية في بلدة عيتا الشعب على مزرعة للدجاج في إسرائيل. كتائب عبد الله عزام تبنت العملية، لكن من دون التأكّد من صحة الجهة، ثم نفت الكتائب ما صدر باسمها.
في 9 كانون الأوّل جرحت عبوة ناسفة في منطقة البرج الشمالي في مدينة صور خمسة جنود فرنسيين من قوات اليونيفيل. فرنسا اتهمت سوريا وسوريا تنصّلت، و"حزب الله" أدان واستنكر.
أمس ليلا صاروخ إضافيّ إنطلق من وادٍ بين بلدتي مجدل سلم وخربة سلم، ليعكّر صفو السلم الجنوبي مرة جديدة، وليسقط عن طريق الخطأ في بلدة حولا الجنوبية موقعا جريحة لبنانية، مذكّرا بصواريخ ميس – ميس الفلسطينية التي كانت تنطلق وتقع في بلدة ميس الجبل نفسها.

خمسة حوادث إذا هذا العام في ستة أشهر، ثلاثة منها في ثلاثين يوما، تصير أربعة إذا أضفنا إليها تفجير الفندق في صور الذي غطّي بـ"شبهة" كحولية. ما يعني أنّه في شهر واحد شهد الجنوب ما شهده في خمس سنوات من "نزلات برد" أمنية.
ويضاف إلى كلّ ذلك الدوريات الإسرائيلية والمناورات التي تزداد حدّة وكثافة، والخروقات الجوية الإسرائيلية التي تزداد وتتكثّف، إلى جانب تصريح صدر عن قيادة اليونيفيل قبل يومين يقول إنّ الأمور باتت خطيرة جدا وتنذر بما لم يجرِ منذ حرب تموز 2006.
روزنامة أمن جنوب لبنان تسير بسرعة في نهاية عام الثورات العربية، والجنوب اللبناني، بسكّانه، بدأ يرتعش خوفا من حرب جديدة، أو من "فوضى" تشبه ما كان الحال عليه قبل العام 2000، يوم كان الجنوب ساحة مفتوحة على الإحتمالات كلّها.
  

السابق
ماروني: ما يحصل في الجنوب استهداف للدولة والجيش
التالي
سماع صوت انفجارات على الحدود الجنوبية وفي الاراضي الفلسطينية قد تكون نتيجة لالغام