مصادر 8 آذار إذا كان رأي جنبلاط أن الخوف قد سقط ضد الأنظمة العربية فهذا يجب أن يسري في الجبل!

التوتر الذي صاحب الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء اللبناني، بين وزراء الكتلة العونية ووزراء الجبهة الجنبلاطية، ادخلت الحكومة الميقاتية في مرحلة مشرعة على شتى الاحتمالات، وقد عكست مواقف وزراء الطرفين عمق الشرخ بينهما، لكن أحدا لم يطرق الى مغادرة الحكومة أو التلويح بهذا الخيار، في حين استبعد النائب سليمان فرنجية القريب من دمشق هذا الأمر «لأن هذه الحكومة محكومة بالمساكنة».

ما يعني أن الطلاق ليس واردا مهما بدت ظروفه مشجعة.

واستنادا الى ذلك بوشرت اتصالات مع أطراف الصراع لتفادي تكرار ما حصل في الجلسات التالية، خصوصا في جلسة الأربعاء المقبلة، حيث الملفات المتفجرة تنتظر، وأبرزها الموازنة وتمويل المحاكمة.

رئيس كتلة المردة سليمان فرنجية، استبعد سقوط الحكومة وأشاد برئيسها نجيب ميقاتي وانتقد بعض وزراء تكتل حليفه العماد عون، وقال للمؤسسة اللبنانية للإرسال إن بعض طروحات عون محقة، لكننا نختلف معه أحيانا حول طريقة طرح المواضيع.

وفي رأى فرنجية ان الوزير جبران باسيل آدمي لكنه متعب، وكذلك الوزير شربل نحاس، فهو شريف لكن أفكاره الاقتصادية ماركسية ولا تتلاءم مع لبنان.

وكرر فرنجية رفضه تمويل المحكمة الدولية، ونحن من الأساس اعتبرناها غير دستورية، لكننا كنا نعتبر، وحتى الآن انها لم تخطئ، ولكن نحن بانتظار موقفها من شهود الزور.

وعن موقف ميقاتي المغاير لموقفه بهذا الخصوص قال: الرئيس ميقاتي التزم بما يملكه، ولا يستطيع الآن الالتزام بما لا يملك.

إلا أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قال امس ان على حكومة ميقاتي ان تستقيل اليوم قبل الغد، معتبرا ان الحل للخروقات السورية للحدود تكون بإقامة مراكز للجيش بين عرسال الى القاع.

في هذا الوقت، تعود العلاقة بين النائب وليد جنبلاط ودمشق وحلفائها في لبنان مجددا الى دائرة الشكوك وانعدام الثقة، وذلك على خلفية مواقفه الاخيرة على شاشة «المنار» والتي تردد انها تركت انطباعات سلبية لدى حزب الله و8 آذار.
 
إضافة الى ما قيل عن استياء سوري نقله زوار العاصمة السورية الذين سمعوا كلاما يوحي بالقطيعة بين دمشق وجنبلاط الذي بدأ يستعد للخروج التدريجي من الأكثرية من باب تمويل المحكمة الدولية الذي سيكون مدخله لتموضع سياسي جديد ستتبلور معالمه في الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي نهاية هذا الشهر.

ولفتت الأوساط إلى وجود مؤشرين على المنحى غير الودي المستجد في العلاقة بين المختارة من جهة وبين دمشق وحارة حريك من جهة ثانية، الأول هو كلام منسوب للرئيس بشار الاسد لم يصدر اي نفي بشأنه «ان وليد لم يعد معنا، وهو صار في المقلب الآخر»، اما الثاني فهو ما اوحى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لجنبلاط في اللقاء الأخير بينهما بعدم الذهاب بعيدا في التقارب مع الربيع العربي.

الأوساط إياها اشارت ايضا الى حدث مهرجان وضع حجر الاساس لمستشفى سليمان الفارسي في عمق الشوف الممول من ايران لصالح الوزير السابق وئام وهاب الذي قاطعه جنبلاط، معتبرة انه بمثابة رسالة الى سيد المختارة من قبل حزب الله وايران تعكس الاستياء من مواقفه.

مصادر في قوى 8 آذار رأت ان التمدد الوهابي الى عمق الشوف قد اطاح بمعادلة الجبل الثنائية القائمة على الجنبلاطية ـ الارسلانية لصالح الثلاثية كرس مهرجان دير دوريت فريقا ثالثا لم يعد بالإمكان تجاهله في تلك المعادلة وان الدعم الايراني والسوري وحزب الله بات يشكل الرافعة لها.

المصادر ترى انه اذا كان جنبلاط يقول ان الهيبة والخوف قد سقطا في العالم العربي ضد الأنظمة فإن هذا التصور يجب ان يسري بكل حيثياته في الجبل، واكدت ان على جنبلاط ان يستوعب الرسالة الجديدة وانه لا مصلحة له في الافتراق عن الاكثرية لاعتبارات عديدة ابرزها ما يتصل بالحسابات الانتخابية.

وقالت ان ابوتيمور يجب ان يخشى فعليا سعي حزب الله وحلفائه للسير في النسبية التي في حال اعتمدت ستنتهك اصول الزعامة في إمارة الشوف.

لكن اوساط جنبلاط ترى ان راداراته لا تخيب في معظم الأحيان، وبوصلته على دراية عميقة بتضاريس الشواطئ الصخرية. 

السابق
النهار: ترشيش ومرسوم الترقيات يعكسان الإنقسام والراعي: تسليم حزب الله سلاحه سيكون عيداً
التالي
نهاية بشعة لديكتاتور بشع