النهار: ترشيش ومرسوم الترقيات يعكسان الإنقسام والراعي: تسليم حزب الله سلاحه سيكون عيداً

فيما لا تزال آثار الاشتباك الكلامي بين مكونات الحكومة ظاهرة بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، أطلت امس قضيتان مثيرتان للانقسام تمثلتا في معاودة "حزب الله" تحركه لتمديد شبكة اتصالاته في بلدة ترشيش ومرسوم ترقيات الضباط.

ترشيش
فقد وقفت بلدة ترشيش موحدة في موقفها الرافض لتمرير الشبكة، بعدما أبلغ الاهالي مراسل "النهار" ان أفراداً من الحزب حضروا امس الى موقع أشغال تمديد شبكة الألياف البصرية لوزارة الاتصالات في البلدة، وأحضروا معهم أنابيب كابلات الاتصالات، مستغلين ردم العمال الحفريات، لتمرير خطوط الشبكة الارضية للحزب التي سبق الاهالي ان اوقفوها. الا ان شرطة بلدية ترشيش تنبهت لهم ومنعتهم، ثم احاط بهم اهالي البلدة. وحضرت دورية لقوى الامن الداخلي الى المكان.
وليلاً صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات نقولا صحناوي بيان أكد فيه انه "لا يحق لأي جهة رسمية او غير رسمية ان تستعمل شبكة (…) الوزارة لوضع اي امدادات خاصة بها، قبل استحصالها على اذن قانوني مسبق من الوزارة".
وصدر موقف صحناوي، وهو احد وزراء "تكتل التغيير والاصلاح"، بعد موقف لافت لزميله وزير الطاقة جبران باسيل في حديث الى "النهار" امس قال فيه انه "لا تستطيع المقاومة على الحدود ضد اسرائيل ألاّ تكون مقاومة في الداخل ضد الفساد". ومثل هذا التوجه أعلنه رئيس التكتل النائب ميشال عون لدى افتتاحه امس الخلوة الاشتراعية والتنظيمية للتكتل وفيه اشارة الى ان "الحكومة ليست من لون واحد كما يُقال بل لكل فريق فيها أولوياته (…)".

حماده
ومع تساؤل اوساط في المعارضة عما اذا كان قول الوزير صحناوي يعني امكان تمديد شبكة "حزب الله" خارج شبكة الدولة، صرّح النائب مروان حماده عن هذا الموضوع بصفة كونه وزيراً سابقاً للاتصالات لـ"النهار": "ان ما يجنيه لبنان اليوم وفي جبله تحديداً هو نتيجة الاجتياحات التي تعرضت لها البلاد وسلطاتها تبريراً للشبكات غير الشرعية".
وعلّق على سلوك وزير الاتصالات في موضوع شبكتي الخليوي قائلاً: "اما اهل العفة الذين انقضوا على عقود مصالحة توصل اليها لبنان محققاً توفير 300 مليون دولار من اصل قرارات التحكيم المبرمة التي كانت قد صدرت بحق الدولة وبدأ تنفيذها بتجميد اصول لبنان في الخارج، فهؤلاء يعرضون الدولة مجدداً لخسائر فادحة فقط لتحقيق كيدهم وتغطية فضائحهم. وفي كل الحالات، فالمعني بهذه العقود موجود الى طاولة مجلس الوزراء بل يرأس هذه الطاولة، والمطلوب منه قبل اي شخص آخر ان يضع حداً للحملة المغرضة التي تستهدف من "حزب الله" والعونيين كالعادة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ووزير اتصالاتها والسلطات العدلية وديوان المحاسبة التي مرّت هذه العقود – الانجاز للبنان عبرهم".
 
ترقيات الضباط
الى ذلك، علمت "النهار" من مصادر بارزة في قوى 14 آذار ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وبمسعى من "حزب الله" والنائب عون، جمّد مرسوم ترقيات الضباط في كل المؤسسات الامنية، بسبب الاعتراض على ترقية رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العقيد وسام الحسن، الذي رشّح في 2011/7/1 للترقية، مع العلم ان الترقيات ليست محصورة بالحسن بل تتناول ضباطاً في الجيش والامن العام والامن الداخلي. واوضحت ان ترقية الضباط دون رتبة عقيد لا مشكلة حولها، لكن المشكلة قائمة في الرتبة ما بين عقيد وعميد والتي يعود تحديدها الى قائد الجيش والمديرين العامين. وهي بموجب القوانين تستند الى خمس سنوات خدمة لكل مرشح للترقية. ولفتت الى ان الرئيس سليمان سبق له ان اقترح عبر "اتفاق جنتلمان" حصر الترقية بست سنوات خدمة تخفيفاً لعدد الذين سينالون الترقية. لكن هذا الاتفاق كان موضع تجاوز لاسباب خاصة عند ترقية العقيد جمانة دانيال الى رتبة عميد وغيرها. غير ان هذه الاسباب الخاصة لم تصل الى العقيد الحسن والعقيد الياس البيسري وغيرهما. فالاول مشهود له بكشف عشرات من شبكات العملاء لاسرائيل والارهاب، اما البيسري المفصول الى الامن الداخلي فهو من الذين خاضوا معارك نهر البارد بكفاية عالية مع زملاء له من ضباط الجيش.

ميقاتي
واوضحت أوساط رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، رداً على سؤال لـ"النهار"، "ان مرسوم ترقيات الضباط لا يزال في عهدة وزير الداخلية مروان شربل ولم يصل بعد الى رئاسة الحكومة وعندما يصل يبنى على الشيء مقتضاه".
من جهة اخرى، قالت هذه الاوساط لـ"النهار" ان لقاء ميقاتي والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري امس هو "اجتماع روتيني دوري. وقد طلب رئيس الحكومة استيضاحات حول الحدود مع سوريا، فنقل اليه خوري تقارير استطلاع الجانب السوري ضمن التدابير الروتينية، كما نقل اليه انه ليست هناك نية لتحديات كما يروّج بل ان هناك مطالبة بضبط التهريب".

الراعي
ومن مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى، ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التقى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون. وفيما حض الراعي بان على "تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومنها المتعلق بانسحاب اسرائيل مما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة وعودة الفلسطينيين الى ارضهم"، تطرق الى تبريرات "حزب الله" لحمله السلاح. واضاف: "أما ان يسلّم (حزب الله) اليوم سلاحه، فسيكون ذلك عيداً كبيراً للجميع. الموضوع ليس في يدي". 

السابق
السفير: الليبيون وتساؤلات ما بعد القذافي!
التالي
مصادر 8 آذار إذا كان رأي جنبلاط أن الخوف قد سقط ضد الأنظمة العربية فهذا يجب أن يسري في الجبل!