ربطات عنقك!

لا تؤاخذني·· لا تزعل منّي·· أنا لم أتضايق من ربطات عنقك الجديدة التي طلبت إحضارها·· كنت أتلمسها بين الفترة والأخرى·· أُمنّي النفس أنّني سأحملها لك يوماً·· رغم معرفتي اليقينية بأنّ هذا اليوم لن يأتي!
أعرف أنّك رحلتَ قبل 35 سنة وأربعة أشهر إلا 4 أيام عندما أهديتها·· نعم أهديتها لشخص يُجهِد نفسه في كتابة الكتب ليذكّر الناس بك·· ليقول لهم بأنّه لا يريدك في الذاكرة الجماعية·· وإنّما يريدك في ذاكرة كل فرد من أفراد المجتمع·· مثل هذا الشخص الذي رآك مرّتين في حياته·· يُكبرك بكتاباته وأنت كبير جداً·· في نظري·· في نظر شعبك وفي نظر الدنيا·· وجدت من خلال تعلّقه بك أنّه جدير بأنْ أهديه هدية منك·· أعطيته أول ربطة وأنا مقشعرّة البدن·· متهدّجة الصوت·· رَأَفَ بحالي·· لكنه فرح لأنّه أخذ بعضاً مما لك·· ليربطها في عنقه ويتباهى بها··

ومن كثرة فرحه·· أحضرتُ الإثنتين الباقيتين في الكيس طوال هذه السنين·· قدّمتهما له·· قلت: ليست خسارة بك·· فأنت أجدر واحد يعرف كيف يحافظ عليها حول عنقه·· والأشياء يا عزيزي تُحضَر لشخص وتُقسم لآخر·· لم تكن من قسمتك·· رغم أنّها بالمواصفات التي طلبتها·· هل أنت زعلان منّي·· لا·· لا أصدق ذلك·· تعرف أنّني أحسن التصرّف·· أحببتُ أن أُفرِحَ قلباً يحبك·· أن أُشعِرَهُ بتقديري الخالص·· لأن لسانه لا يكف عن ذكر إسمك·· ومَنْ يذكرك أذكره·· وأُشعِرُهُ بتميّزه·· وأنا ميّزته عن رجال الأرض·· فوهبته ربطات عنقك!

  

السابق
حرائق في مرجعيون بسبب إرتفاع درجات الحرارة
التالي
الفايسبوك أنقذ حياته..