وبات لحاروف ايضا مجلسا بلدي ظلّ: هل طبقت النسبية فعلا؟

الكثير من علامات التعجب ارتسمت في انتخابات الامس التي جرت في بلدة حاروف الجنوبية: فهل فعلا نجحت النسبية في إثبات حضورها؟

تساؤل مشروع بعد نهار طويل إنتهى بمشاركة 296 ناخبا، إقترعوا للائحتين غير مكتملتين "قادة الغد"، و"العطاء للإنماء"، فحصلت الاولى على 65% من الأصوات، فيما نالت الثانية 35% .

شباب لم يتجاوزوا الـ17 سنة حملوا عدتهم وعتادهم، أتوا باكرا ليمارسوا حقهم بأن يصبح لهم مجلس بلدي ظلّ شبابي أسوة بباقي البلدات التي جرت فيها انتخابات مماثلة، ولكن المفارقة كانت بمشاركة ليس فقط الشبان إنما كافة أبناء البلد ومن مختلف الاعمار!!

حضرت القوى الامنية في هذا النهار، ومعها المراقبة الإنتخابية التي تولتها جمعيتا "نقطة فاصلة" و"الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية": حركة وضجيج أفكار، نقاشات شبابية، حلقات حوارية عقدت في هذه الزاوية، وفي أخرى، وأسئلة كثيرة، مثل "أي مشروع سننتخب؟"، مثل "هل فرز النفايات"، ام "مركز الابحاث العلمية وتقنيات المعلوماتية المتطورة؟". وتعددت الاراء فيما كان الهدف واضحا: "نحن اليوم جئنا لننتخب على أساس برنامح، لا على أساس حزبي او عائلي"، تقول هدى.

لا شئ يظهر أن الصورة مغايرة عن الانتخابات العادية، فالتوافق بين الوجهاء والقيمين عن المنطقة أفرز لائحتين لكل منها مشروعه. وهذه نقطة تسجل للشباب المرشحين والمشاركين في وضعها، فتقول المرشحة إنتصار الشامي: "لقد قمنا بصياغة مجموعة من الافكار والاهداف التي نصبو إليها، وشكلنا لائحتين ومشروعين ضمن أجواء تنافسية، وهذا معيار قوتنا نحن الشباب".

الروح التنافسية والرياضية خيّمت على الساحة الحاروفية: "تنافس أعطى الخطوة الأول لمشاركة الشباب، ليتسلموا ادوار كتبها لهم المجلس الشبابي، وهي أن يكونوا مراقبين في تنفيذ المشاريع". ونقطة إيجابية تسجل في هذه التجربة الشبابية، التي جعلت الفتاة جزءا أساسيا من اللوائح. فمعظم المرشحين كانوا من الشابات وهذا يدلّ على وجود وعيّ لاهمية وجود مجلس الظلّ، لما فيه خير التمثيل والمشاركة. وتلفت المرشحة عن لائحة "قادة الغد" امل نصر إلى "أننا عملنا على تطبيق النسبية، تلك الذي عجز المجلس النيابي والبلدي عن تطبيقها".

ويقول مدير المشاريع في "الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية"، الدكتور سعيد عيسى أن "التاريخ سيكتب عن نجاح هذه التجربة، التي كانت نموذجية، ومنها نطمح إلى تغيير قانون الإنتخابات، لأن الشباب هم بوصلة التغيّر، وهم المحرك والمدماك، ونحن سنواكبهم، ليتمكنوا من تنفيذ البرنامج الذي على اساسه إنتخبهم ابناء البلدة".

وقد مرَ قطوع اليوم الإنتخابي الطويل بسلام دون أي تشنجات ومشاكل، ليكون الخطوة الاولى نحو التغيير الذي سيرسم مسار مستقبل الشباب الحالم بالتطور والوصول بالبلدات نحو الافضل. قطوع سيضع المرشحين الفائزين أمام مسؤولية كبيرة، ليواكبوا اعمال البلدية الاساسية ويشكلوا نوعا من الرقابة على قرارات قد تؤذي البلدة وتضرّ بهم، كما هو الحال في بلديات ظلّ شبابية مشابهة لهم ولاهدافهم".

وقد انتهى النهار الطويل والممتع بمؤتمر صحافي لمنسق المشروع في الجنوب الدكتور هاشم بدر الدين، وقد أثنى على نجاح التجربة وأهمية استمرارها في المناطق اللبنانية الأخرى، لما تقدمه من فرصة للشباب بأن يصبحوا أكثر فاعلية، وتعطي التمثيل النصفي للمرأة"، مؤكداً أن "الشباب هم البوصلة الحرة نحو التغير، تغيير يراد منه أن يكون القلادة الحقيقة للوصول بالبلد الى برّ الامان".

ولكن يبقى حتى الان كثر ممن لم يروا "نسبية حقيقية" أكثر مما رأوا تدخلات حزبية…

  

السابق
رعد: زمن الاعتماد على الخارج لإدارة شعوبنا ولى
التالي
الجميل: التوغل السوري أمر غير مقبول والموقف منه ليس حزبيا ولا طائفيا بل هو قضية مبدأ