الامين: الثورة السورية كشفت عقم الانقسام

في اطار التفاعل مع ربيع الثورات العربية والتضامن مع الثورة السورية، عقد منتدى صور الثقافي لقاء حواريا مع الصحافي علي الامين، حول المشهد السوري وتفاعلاته اللبنانية، هو الاول من نوعه على صعيد الجنوب بحضور حشد من المهتمين والناشطين في صور. وقدم اللقاء واداره رئيس المنتدى الدكتور عمر خالد.
وفي بداية اللقاء توقف الامين عند مفاهيم المقاومة والثورة بمعناها المعبر عن الحرية والمؤدي اليها خاصة في الربيع العربي. مشيرا الى ان السلطات العربية دائما ما كانت تضع المجتمعات امام خيار واحد، اما الاستقرار الامني او الحرب الاهلية، اما الاصوليات الدينية او السلطة المستبدة.
ولفت الى ان الربيع العربي كشف عقم الانقسام حول “الاعتدال” و”الممانعة” وها هو يؤسس منطقاً جديداً للتحالفات والإنقسامات لتشكل محاور جديدة، لم تعد تقوم على فرز المؤيد للمقاومة الممانِعة والمختلف معها، أو فرز الحريصين على الإستقرار الداخلي عن المهددين له، بل يقوم على الفرز بين مؤيد وداعم للحرية والكرامة والإنسانية من جهة، وبين متنكر ومناهض لهذه الحقوق والقواعد ومنتهك لها من جهة أخرى.
وقال الامين لعل اكثر ما تكشفه ثورة الكرامة والحرية في سورية اليوم هو الازمة الاخلاقية لدى بعض القوى السياسية في لبنان. ويمكن تلمس هذه الازمة بشكل فاضح ومريب في محاولاتها تفسير ما يقوم به الثوار السوريون على انه “مؤامرة اميركية – صهيونية لاستهداف المقاومة ضد اسرائيل”. والمتسلحون بهذه المقولة البائسة من هذه القوى يتورطون بوصف ما يجري من ثورة بالمؤامرة الطائفية او المذهبية بدعم غربي هدفه القضاء على الشيعة والمسيحيين او تهجيرهم.

فالثورات العربية في جوهرها انتفاضة للكرامة الوطنية والفردية، هدفها تحرير المواطن من مصادرة السلطة المستبدة والدولة من الذين اعتبروها ملكاً لهم. واشار الى ان مبررات الثورة في سورية لا تحصى لافتا الى ان البلاد لا تقاد سياسياً، بل تديرها مجموعة من الأجهزة الأمنية، ولا يمثل حزب البعث الحاكم سوى فئة صغيرة وغير فاعلة هدفها التغطية على غياب السياسية والحقل السياسي تماماً، وتبرير حكم الأجهزة الامنية وسيطرتها الشاملة.

واعتبر ان السوريين يحتاجون الى الحرية كي يصفحوا عن الممانعة الرثة لذا انخرطوا في المقاومة بمعناها العميق وليس بمعناها الاستبدادي الذي يستخدم بندقيتها لتأبيد حكم عائلي. وقال: وان لم يضع الثوار السوريون المسألة القومية على رأس شعاراتهم، فإنّ سبب ذلك يعود الى كون تلك المسألة متمثلة بـ”الممانعة” شكلت رأس حربة قهرهم واذلالهم منذ “حرب تشرين 73. لا فتا الى ان “المقاومة”، هي فكرة وتاريخ ونمط عيش ومصير وخيار في الوقت نفسه، وهي أيضا فلسفة ورغبة وثقافة ومآل حتمي أمام الظلم …
وختم هذه “المقاومة”، لا أبالغ إذا قلت إنّها لا يمكن أن تكون إلا جزءا من ربيع العرب، ولا يمكن ان تقف المقاومة ضد الربيع، لأنّها في داخلها ربيع مستمرّ… وإلا فإنّ الممانعين، الذين بعضهم قضى وهو يقاتل، وبعضهم تاجر بمن قضى وهو يقاتل، يضعون المقاومة تحت مقصلة التاريخ وشتائه.

السابق
الشريف: لا فيتو سعودي على ميقاتي
التالي
جينات الآباء تقلل ذكاء الأبناء