شبيحة البعث السوري !

يتميز نظام الحكم العراقي الحالي تحت قيادة الأحزاب الإيرانية وعلى رأسها حزب "الدعوة" بتواجد أعداد هائلة من المستشارين الأمنيين و السياسيين و الإقتصاديين غالبيتهم بطبيعة الحال من الأغبياء والذين لايفقهون شيئا في الإختصاصات و الأمور الموكلة إليهم خصوصا أولئك النفر من المستشارين المرتبطين برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذين تم تعيينهم لا على أساس الكفاءة ولا المقدرة أو الألمعية بل على أساس توافقي و مصلحي ونفعي وإنتهازي ووفق مبدأ ( تلاقفوها يا أبناء الدعوة تلاقف الكرة )!! وهو المبدأ الأموي المعروف في توارث السلطة و الإنكباب عليها , لذلك نلاحظ دائما ارتباك المخططات و رداءة التصريحات و عبثيتها وعدم إرتباطها بالواقع المعاش ? ولعل أطرف المتناقضات ماحصل قبل أيام قليلة حينما خرج علينا أحد مستشاري المالكي وهو المدعو علي الموسوي , بتصريح غريب لا يتناسب مع الحقائق الميدانية المعروفة قال فيه لافض فوه وهلك حاسدوه : بأن الحكومة العراقية قد إقترحت على الرئيس السوري بشار الاسد الاستقالة.

وطبعا لاحاجة لنا لتفصيل المبالغة في هذا القول والذي لا يتناسب أبدا مع المواقف المعلنة لرئيس الوزراء وحزبه وحتى طاقمه الحكومي التائه في مستنقعات الكهرباء المقطوعة و الأمن المنهار و الميزانية المثقوبة و المؤامرات الداخلية والصراع مع جماعة علاوي وشركاه للسيطرة على محاور السلطة وهبش الكمية الأكبر من اللحم العراقي الحي ولكن سرعان ماتبين الخيط الأبيض من الأسود من الكذب من خلال تصريح مضاد أطلقه هذه المرة أحد رجال المخابرات السورية في العراق السمسار العراقي الأول للواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل ) مساعد رئيس وزراء الجمهورية الأسدية للشؤون الأمنية و الضليع السوري الأول في شؤون الأحزاب الشيعية في العراق والخليج العربي وإيران وهو الرفيق عضو إئتلاف دولة القانون المالكية والمقرب جدا من المالكي الرفيق ( عزة الشاهبندر ) والذي نفى جملة وتفصيلا ما أشار إليه المستشار التائه علي الموسوي مؤكدا بأن ذلك لم يحصل أبدا ولاصحة لتلك التصريحات!! وطبعا لا نملك بحكم المعرفة الدقيقة بكواليس الأمور و بطبيعة السلطة العراقية إلا أن نصدق نفي شاهبندر التجار لأنه لا ينطق عن الهوى أبدا بل ينطق على لسان شبيحة المخابرات السورية ورجلها الأول وهو الثقة و المرجع الأساسي في هذا الموضوع ,

فتبعية شاهبندر التجار للمخابرات السورية أمر لا تتناطح فيه عنزتان و لا يختصم فيه قردان ولا يتحاور حوله ملوك الأنس و الجان.. ثم أن الحكومة العراقية بوضعيتها الراهنة وبطبيعة حزبها الحاكم وحتى شركاه وهم المجلس الإيراني الأعلى أو العصابات الصدرية وحتى جماعة الرفيق المناضل إياد علاوي لايمكنها أبدا مناكفة الموقف الرسمي السوري أو الوقوف بوجهه أو ضده , فهذا هو كبيرهم وهو نوري المالكي وأمام إحتمالات إنهيار النظام السوري وإستجابة للرغبة الإيرانية الخامنئية وهي رغبة مقدسة لا يمكن الفكاك من أسارها و تبعيتها قد ( لحس ) كل إتهاماته الإرهابية السابقة ضد النظام السوري والمؤكدة على دعم المخابرات السورية للإرهاب في العراق والتي أطلقها صيف 2009 لينطلق اليوم مدافعا عن النظام القاتل و متبنيا حكاية المؤامرة الدولية الهادفة لإسقاط النظام متناسيا نفسه و كون حزب الدعوة نفسه لم يأت للسلطة في العراق لولا تلك المؤامرة الدولية التي يتحدث عنها و تحت حماية المارينز الأميركي ثم الحرس الثوري الإيراني! ثم أن جميع قادة العراق الحاليين بمختلف توجهاتهم و مواقعهم الطائفية عربا كانوا او كردا او أفغانا أو باكستانيين لا يتجرأون أبدا على رفع قفاز التحدي بوجه النظام السوري الذي تمتلأ خزائنه الإستخبارية بما يدينهم و يعريهم في حالة إنكشافه وسقوطه ,

فالمدعو إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء الأسبق يصرح من طهران مدافعا عن نظام القتلة السوري من دون خجل و لا ضمير وحجة الإسلام عمار الحكيم رئيس المجلس الإيراني الأعلى في العراق قد ابتلع الطير لسانه و أمتنع وهو صاحب العمامة العلوية السوداء عن إدانة جرائم النظام السوري بحق البشرية وهي الجرائم نفسها التي مارسها صدام حسين على شعب العراق وشعوب المنطقة ولربما أشد هولا! وحتى زعماء الحركة الكردية نراهم لطفاء للغاية مع النظام السوري الذي يسحق أبناء جلدتهم في سورية بل أن الرئيس العراقي جلال طالباني يرسل رسائل المساندة والدعم للنظام الذي قتل ذات يوم إبن عمه ( فؤاد طالباني ) بتهمة مزورة وهي العمالة لصدام حسين وللموساد أيضا معروفة للجميع أسرار لطافة الحكم العراقي تجاه النظام السوري وخشيته من سقوطه رغم أن بعث الشام لا يختلف أبدا منهجيا عن بعث العراق الذي كان بل إنه يحتفظ ويرعى بقايا البعث العراقي والذين لهم في الشام نفوذ وأي نفوذ طبعا الثورة الشعبية السورية قد فاجأت العالم بأسره وستحدث متغيراتها زلزالاً سياسياً رهيباً في الشرق القديم و بنجاح الثورة الشعبية السورية المؤكد ستبيض وجوه و تسود وجوه ولكن في جميع الأحوال لم يسجل تاريخ السياسة الدولية وجود عدد هائل من المستشارين الأغبياء كما هو الحال في العراق التائه.  

السابق
البناء: الراعي من الجنوب يُعيد لبكركي بوصلتها الجامعة: آن الأوان لنبني نسيجنا الوطني بالشركة والمحبة
التالي
ربيع المرأة السعودية…ربيع العرب