ربيع المرأة السعودية…ربيع العرب

يبدو واضحاً أن الربيع العربي أطلّ برأسه على المملكة العربية السعودية التي تعيش وفق ضوابط المؤسسة الدينية المتشددة، لكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، المعروف بمناصرته لقضايا المرأة، فتح منذ امس الطريق وسيعبدها بالتأكيد لتتمكن المرأة السعودية من بلوغ ما تتمناه وما تستحقه من مشاركة متقدمة في الحياة العامة، وانطلاقا من التزامه الاجتماعي الديني، اذ قال" إن الميراث الذي نملكه يفرض علينا التطوير بما يتفق مع قيمنا ومبادئنا الاسلامية وهي امانة تجاه ديننا ووطننا، والمرأة في عصرنا اليوم كما في تاريخنا الاسلامي لها مواقف لا يمكن تهميشها، واليوم نحن نرفض تهميش المرأة".

وأضاف العاهل السعودي ان الارتقاء التنموي بأوضاع المرأة لا يتم إلا من خلال الرؤية التي تؤمن بضرورة تفاعل جميع أفراد المجتمع في الجهد التنموي، ولعل الوصول إلى التنمية الشاملة يتطلب مشاركة أوسع للمرأة السعودية من خلال تطوير قدراتـها، وإزالة المعوقات التي تعترضها، لتكون عنصرا منتجا في الأنشطة الاقتصادية والإنمائية.

صحيح أن القرار بالسماح للمرأة بالترشح الى مجلس الشورى والمجالس البلدية سيلقى بعض اعتراضات، لكن الواقع ان وجودها في مجلس الشورى سيكون الطريق القانونية الوحيدة لإصدار قرار لاحق يشرع قيادة المرأة للسيارة في المملكة ويخفف من تولي الحكومة السعودية هذه المهمة العسيرة عليها في ظل استخدام التيارات المتشددة لهذا الموضوع ضدها.
أما الموضوع الثاني الذي أثاره العاهل السعودي فهو الحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الديانات، معتبرا انها "دعوة متأصلة من إيماننا"، مبيّناً أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل القضايا الدولية المختلف حولها بالطرق السلمية. 
ودعوته هذه تأتي في الوقت الانسب اذ تزداد الهواجس ومشاعر القلق لدى مجموعات كثيرة تخاف المجهول المتأتي من ثورات العالم العربي التي لم تتضح معالمها بعد ولم تتبلور نهاياتها التي نأمل ان تكون سعيدة، وتسد فراغا اسلاميا واسعا يسببه الصمت المطلق من اعلى المرجعيات الاسلامية في ما يمكن ان تؤول اليه المعالجات، خصوصا في التعامل مع مجموعات تحولت اقليات في ظل ظروف مختلفة، وهي تواجه التحديات المستقبلية.
فقد أكد الملك عبدالله انه "على يقين بأن الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات هو السبيل الأمثل لتفويت الفرصة على العديد من الدعوات المتطرفة التي تخرج من مجموعات منتشرة في العديد من دول العالم".
هذا الموقف السعودي في هذه المرحلة بالذات سيدفع في اتجاه مواقف مماثلة كثيرة بغية تعميم الخطاب الانفتاحي والتخفيف من التشنجات واعطاء دفع جديد للتغيير الايجابي. 

السابق
شبيحة البعث السوري !
التالي
توجه للانفصال لأسباب سياسية!