البناء: الراعي من الجنوب يُعيد لبكركي بوصلتها الجامعة: آن الأوان لنبني نسيجنا الوطني بالشركة والمحبة

تشهد الساحة الداخلية هذا الأسبوع استراحة، حيث تغيب جلسات مجلس الوزراء والنواب على عكس الأسبوع الفائت، الذي كان حافلاً بالإنتاجية على الصعيدين البرلماني والحكومي.
وإذا كانت الأنظار تتجه مجدداً إلى نيويورك التي توجّه إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، لترؤس جلسات مجلس الأمن بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى لبنان، فإن الزيارات الرعوية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، التي وصفت بالتاريخية، وأحيطت بحفاوة بالغة خطفت الأضواء وتصدرت الأحداث وأخذت مساحة واسعة من اهتمام اللبنانيين بمختلف أطيافهم السياسية والشعبية، حيث كانت للبطريرك محطات سياسية بارزة ذات دلالات كبيرة، خصوصاً أنها جاءت على أرض الجنوب التي لها رمزيتها وموقعها في الشهادة ودحر الاحتلال.

وكانت للبطريرك الراعي خلال هذه الجولة سلسلة مواقف أكدت كلامه السابق، حيث تضحيات الجنوبيين وصمودهم في أرضهم ودورهم في دحر الاحتلال.
غير أن هناك فريقاً سياسياً أبى إلا أن ينغص على اللبنانيين فرحتهم الجامعة، من خلال بعض المواقف التي انتقدت بشكل مباشر تارة ومبطن تارة أخرى، انفتاح البطريرك على كل شرائح المجتمع اللبناني، في دلالة واضحة على الخسارة الكبيرة التي مني بها هذا الفريق، نتيجة افتقاده عصا بكركي التي طالما اتكأ عليها في مواجهته شريكه في الوطن على مدى الأعوام الخمسة الماضية. وقد هاله عودة البطريركية المارونية إلى أداء دورها الوطني القائم على أخذ مسافة واحدة من الجميع، وعدم تفضيله هذا الفريق السياسي على ذاك؛ وهو ما يعطي انطباعاً بأن قابل الأيام سيحمل المزيد من الحملات على سيد بكركي. وكان أول غيث هذه الحملات، الخطاب الرديء الذي ألقاه رئيس "القوات" سمير جعجع مساء السبت الماضي، وانتقد فيه مواقف البطريرك الراعي مباشرة، متلطياً وراء عباءة البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير.

ووفق مصادر سياسية، متابعة فإن مواقف جعجع التصعيدية هذه، تعتبر بمثابة إعلان حرب على كل من البطريرك الراعي والمقاومة والحكومة وسورية.
محطات بارزة

وبالعودة إلى جولة الراعي التي سيختتمها بغداء حاشد في المصيلح اليوم، يقيمه على شرفه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ستكون له كلمة سياسية بعد كلمة البطريرك، فقد شهدت الجولة أمس، سلسلة محطات بارزة بدأها زائر الجنوب الكبير من فلوات البياضة في حاصبيا، وأنهاها في عين إبل، مروراً بكوكبا وبلاط ومرجعيون والخيام والنبطية وبنت جبيل، وكانت له كلمات في كل محطة شدد خلالها على أن "الشركة اقوى من الانقسام والمحبة، اقوى من الموت". وقال: إن "محبة لبنان وكرامة شعبه كانت اقوى من الموت، قاومتم وصمدتم وبذلتم الغالي والنفيس من اجل الوطن، لأن محبة الوطن اكبر من الموت".
ودعا الى "تخطي كل الجراح وأن نعرض كل ما عندنا من تطلعات ونوايا، ونبني معا الشركة والمحبة".

أضاف: آن الأوان لأن نبني نسيجنا الوطني، كي نعيش معاً بغنى الثروتين الاسلامية والمسيحية، فثقافة العيش معاً هي من ميزات لبنان، والشركة اقوى من الانقسام، والمحبة اقوى من الموت".
وحيّا الراعي الشهداء وصمود الأهالي، مجدداً التأكيد على أن "هذه الزيارة هي لمد يد الشراكة، بل لتبادل يد الشراكة ومن اجل المحبة التي وحدها تخلص لبنان، ومن اجل ان نستعيد معا اعادة نسيج مجتمعنا اللبناني، وهو معروف بميثاقنا الوطني هو نسيج العيش الواحد وهو رسالة للعالم كله".  
وشدد على أنه "بوحدتنا وتضامننا نستطيع ان نحافظ على لبنان الذي هو رسالة للبشرية كلها"، مؤكد انه "آن الاوان لنجلس معاً ونضع كل همومنا على طاولة الحوار، من اجل ان نحافظ على لبنان الرسالة".
التعيينات.. والمياه

في سياق آخر، وعلى المستوى السياسي الداخلي، فإن الحكومة ستمضي قدماً في تحقيق الإنجازات، وهي بدأت تعد العُدّة لخوض غمار الملفات التي كانت موضوعة على رف الانتظار لأمد طويل، وفي مقدمها ملف التعيينات، وهي بصدد إصدار جرعة من هذه التعيينات في وقت قريب تتعلق بالأجهزة الرقابية التي باتت شبه مكتملة.
وعلم من مصادر في تكتل التغيير والإصلاح، أن التكتل بصدد فتح ملف المياه بعد أن حقق إنجازه في الكهرباء، وقال أحد نواب التكتل لـ"البناء" إن هناك مشروعاً لجرّ المياه من الدامور إلى بيروت متوقف منذ سنوات، مع العلم أن هناك قرضاً عربياً رصد لهذه الغاية، وأنه لم يبق إلا مهلة أقل من شهر لانتهاء مفعول هذا العقد، مشدداً على أن التكتل سيخوض معركة المياه على غرار معركة الكهرباء، لأن هذين الملفين الحيويين، لا يهمان فريقاً في حد ذاته وإنما يهمان كل اللبنانيين.
ميقاتي ودور لبنان

في المواقف، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن هدف التحرك الذي يقوم به هو حماية لبنان وتعزيز موقعه ودوره على الساحة الدولية، إضافة إلى تحصين جبهته الداخلية، ومقاربة كل المسائل الداخلية بهدوء وسلاسة، فلا رابح أو خاسر في لبنان، بل هناك مصلحة لبنانية عليا يجب العمل لتحقيقها، ولذلك رسالتي هي دوماً الهدوء، الهدوء والهدوء واحترام بعضنا البعض".
وقال رداً على سؤال: "إن التحرك الذي أقوم به يتكامل مع التحرك الذي بدأه رئيس الجمهورية بهدف حماية لبنان وتعزيز دوره على الخارطة الدولية". وتابع "الفرصة التاريخية المتاحة للبنان بترؤس مجلس الأمن، ستحقق لنا الاطلاع على الأجواء الدولية وكيفية مقاربة المجتمع الدولي لقضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى إبلاغهم موقف لبنان من كل هذه التطورات".

ضبط متفجرات قرب حمص
أما على صعيد الوضع في سورية، ومع تراجع وضمور حركة ما يسمى بالمعارضة في موازاة عودة الحياة إلى طبيعتها في معظم المدن والبلدات السورية، كشفت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس أن السلطات المختصة ضبطت صباحاً كمية من المتفجرات والذخائر داخل سيارة دايو بيضاء بالقرب من مفرق جسر تل الشور قرب مدينة حمص.

وذكر مصدر عسكري أن السيارة المضبوطة تحوي عبوتي حبيبات شديدة الانفجار تزن كل عبوة منهما 15 كلغ، إضافة إلى كيسين من المتفجرات نوع/ تي إن تي/ يزن الواحد منهما حوالى 6 كلغ.
وأضاف المصدر، أنه عثر داخل السيارة المضبوطة أيضاً على 25 طرد طلقات خاصة بسلاح نوع بومب أكشن، إضافة إلى العثور على علبة خاصة لتعبئة الطلقات تزن حوالى 8 كلغ.
المعلم: سورية ستخرج أقوى

سياسياً، شدد وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم على "تصميم سورية متابعة الحوار الوطني، والمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الأسد"، مؤكداً أن "سورية ستخرج من الأزمة أقوى".
ولفت المعلم الذي التقى كلاً من وزراء خارجية الأرجنتين وكازاخستان ولبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الى "ان ما تتعرض له سورية من تدخلات خارجية وتحريض إعلامي يحاول المسّ باستقرار الوطن وأمنه، ويهدف للضغط على قرار سورية السياسي المستقل الذي يحول دون تحقيق أجندات خارجية".
من ناحيته، أكد الدكتور عادل سفر رئيس مجلس الوزراء السوري أن سورية بإمكانات شعبها وبوحدتها الوطنية، قادرة على مواجهة المؤامرة التي تستهدف أمنها واستقرارها واقتصادها الوطني.  

السابق
في بكركي!!
التالي
شبيحة البعث السوري !