اللواء: تحالف عون – حزب الله يهدّد ميقاتي بتجربة الحريري؟!

اذا كانت قضية شهود الزور التي اشترطت المعارضة السابقة ادراجها كبند اول على جدول اعمال مجلس وزراء الحكومة السابقة، وفرضت شل اعمالها قبل اسقاطها لاحقاً، مع شل مجلس النواب ايضاً·· فإن السؤال الذي يطرح اليوم: هل تحل قضية الكهرباء محل شهود الزور فتشل الحكومة الى ما بعد 7 أيلول، تمهيداً للاطاحة بها أم ان الفريق نفسه، اي تحالف عون – حزب الله والذي يعتبر الحكومة حكومته، يمارس الضغط في الوقت، والتهويل بالارقام والعتمة لتحميل النائب وليد جنبلاط المدعوم من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي تبعة انهيار الحكومة <كحاجة موضوعية لمرحلة المجابهة العملية للقرار الاتهامي، من نقطة الفراغ الحكومي والقضائي والامني؟

ولا يستبعد مصدر على خط معالجة الازمة، من ان يذهب سيناريو الكهرباء بالحكومة، اذا ما اصر الفريق العوني على تكرار <حروب الجنرال>، وان بالسياسة هذه المرة، وعلى رقعة تحالف سياسي لا يقيم له وزناً اذا ما ظهر ادنى تباين مع توجهاته·

ويستشهد المصدر بالمنحى المتوقع لتطور الازمة الى ان لبنان يتوجب عليه – ايا يكن السجال الداخلي حول المحكمة – عدم التنصل من التزامين:

1- اعتقال المتهمين وتسليمهم الى المحكمة·

2- الالتزام المالي، وفقاً لما اكده رئيس قلم المحكمة الدولية هرمان فون هابيل، والذي اوضح في معرض ما يجري من حملات <تقنية وقضائية وسياسية> ضد القرار الاتهامي الذي سمح القاضي دانيال فرانسين بنشره، ان الادلة التي ستقدم الى المحكمة تختلف عن القرار متوقعاً ان لا تبدأ المحاكمة قبل مطلع العام 2012·

وجاءت توضيحات المسؤول الكبير في المحكمة في وقت واصل فيه <حزب الله> تفنيده للقرار الاتهامي الذي رأى انه يستند الى فرضيات واستنتاجات، حيث يطل امينه العام السيد حسن نصر الله اليوم في مهرجان مارون الراس لمناسبة يوم القدس الذي يصادف في آخر جمعة من شهر رمضان، مجدداً الموقف الرافض لهذا القرار، كما يتناول المستجدات المحلية، في ضوء الخلافات الحاصلة حول خطة الكهرباء، بالاضافة الى الموضوع السوري·

وسبق ذلك، مؤتمر صحافي لرئيس لجنة الاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله، لفت فيه الى ان القرار الاتهامي، مبني على الاقتران المكاني وعلى تعدد الوان لشبكات اتصالات، مشدداً على ان حجم الخرق الذي اصاب قطاع الاتصالات وقدرات اسرائيل في هذا المجال عرض الشبكة لانكشاف كامل لفترات وسنين طويلة، ملاحظاً ان المحكمة التي تزعم انها تعمل وفقاً لاعلى المعايير الدولية تجاهلت بالكامل ما ثبتته أعلى هيئة دولية للاتصالات التابعة للأمم المتحدة حول سيطرة إسرائيل على قطاع الاتصالات اللبناني والتحكم به، متسائلاً: لماذا الإصرار على داتا اتصالات مطعون بصدقيتها؟·

الكهرباء في غضون ذلك، بقيت قضية الكهرباء في صدارة الاهتمام الرسمي والسياسي، بانتظار انتهاء مرحلة <تهدئة النفوس وتجاوز مسألة الكرامة> التي أثارها النائب ميشال عون <بحسب أوساط رئيس الحكومة الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية لتأدية مناسبة العمرة، حيث تراقب اوساطه الاستقبال السعودي الرسمي له، وما إذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله?بن عبدالعزيز سيلتقيه، ولو في مناسبة معايدة أو افطار اعتاد العاهل السعودي أن يلتقي على هامشه في الأيام الأخيرة قبل عيد الفطر معظم الزائرين الرسميين>·

وأوضحت أوساط ميقاتي انه باق في مكة المكرمة إلى اليوم الذي يصادف ليلة القدر، وبالتالي فان احتمال عودته إلى بيروت مرجحة غداً، مشيرة إلى انه غير مستعد أن يسجل عليه أو على حكومته تمرير أية خطة كبيرة، على مستوى قضية الكهرباء، من دون آلية معينة تضبط عملية التنفيذ ومراقبة الانفاق·

وفي المقابل، نفى مصدر وزاري من فريق عون في الحكومة، وجود ما سمي <بالحل الوسط>، مشيراً إلى انه إما أن يمشي المشروع وفق الصيغة التي تمّ التوصّل إليها في آخر جلسة لمجلس الوزراء، والتي عقدت في قصر بيت الدين، او ان هناك أزمة فعلية، ملوحاً في هذا السياق، احتمال بقاء الحكومة في حالة شلل إلى ان يتم إقرار الخطة، من دون أن يستبعد انسحاب وزراء عون من الحكومة في نهاية المطاف·

وقال هذا المصدر الذي كان يتحدث إلى <اللواء> انه إذا كان جنبلاط ما زال مصراً على تشكيل لجنة اقترحها وزراؤه للاشراف على تنفيذ الخطة والانفاق عليها، فيجب أن تنسحب مثل هذه اللجنة على سائر الوزارات الأخرى، وليس على وزارة الطاقة فقط، معتبراً اقتراح تشكيل اللجنة بأنه بمثابة عودة إلى المحاصصة، فضلاً عن انها تمثل انتقاصاً لصلاحيات الوزير والتي أعطيت له بحسب الدستور·

ولاحظ المصدر أن الجلسة الأخيرة للحكومة ارجئت بعد ايحاءات أعطيت بأنه في الإمكان أن يتراجع جنبلاط عن ملاحظاته، مؤكداً أن وزراء عون غير مستعدين للاستمرار في الحكومة على أساس المحاصصة، وأن رئيس التكتل عندما يقول شيئاً لا يتراجع عنه·

باسيل أما الوزير المعني، والمقصود هنا باسيل والذي لوّح بعتمة طويلة في العام 2013 فقد ألمح علناً إلى <تجربة شهود الزور>، عندما أعلن في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس لشرح الخلفيات السياسية لأزمة الكهرباء، أن الحكومة ومعها المجلس النيابي، دخلا في حال الشلل في انتظار حل مشكلة الكهرباء، وهذا معناه، أن لا ملف يمكن أن يطرح في الحكومة قبل حل هذه القضية، مشيراً بوضوح إلى أنه وفق معادلة الكهرباء أو الحكومة، فإن مشروع إصلاح الكهرباء أهم من الحكومة، كي لا يسيء أحد الظن ويخطئ في حساباته·

غير أنه أضاف قائلاً: <إلا أننا نريد إنقاذ الكهرباء والحكومة معاً، لأننا نريد تأمين مصالح الناس>، معتبراً أن مشروع الكهرباء بكل نواحيه التقنية والمالية واضح لكن معارضته سياسية، متسائلاً: <بأي غباء تم نقل الخلاف إلى داخل فريق الأكثرية إلا إذا كانت هناك امتدادات للأقلية داخل الحكومة>، مؤكداً استعداد فريق <لكسر أي حكومة لا تريد أن يسير موضوع الكهرباء الذي سيقر دون محاصصة، ولن ندفع أي ثمن لتمريره>، مشيرا الى أن من يريد ترك الكهرباء مقطوعة يريد ترك كارتلات المولدات شغالة، أو يريد حصة من مشروع الكهرباء، في إشارة إلى اعتراضات وزراء جنبلاط الذي أبلغ الذين التقاهم أمس ما سبق أن أعلنه وفريقه، متسائلاً <ألم يعد ممكناً مناقشة خطة كهربائية إلا بالتهديد والوعيد؟>·

السنيورة في تركيا وسط هذه التطورات، سجلت أمس، زيارة لافتة لرئيس كتلة <المستقبل> النيابية الرئيس فؤاد السنيورة إلى تركيا، حيث استقبله في أنقرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمدة ساعة ونصف الساعة، في حضور عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور رضوان السيّد·

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الكتلة، أن الرئيس أردوغان أطلع الرئيس السنيورة على وجهة نظره وموقفه من التطورات الجارية في العالم العربي، كما كان الاجتماع مناسبة لمناقشة مختلف التطورات·

ثم انتقل السنيورة والوفد المرافق إلى اسطنبول حيث التقى وزير الخارجية التركي داود أوغلو على دفعتين·

ولفتت مصادر متابعة الى أن أهمية الزيارة تأتي وسط بحث إقليمي – دولي تشارك فيه تركيا مع قطر وإيران وروسيا حيال الوضع السوري الذي يراوح في المأزق المتبادل بين النظام الذي لم يستطع وقف حركة الاحتجاجات والمعارضين الذين أخفقوا حتى الآن في زعزعة أسس النظام·

السابق
فاتورة الكهرباء بين دائن ومدين
التالي
الحياة: موفد المجلس الانتقالي الى لبنان يطرح مصير الأرصدة الليبية