مهرجان التسوق في النبطية: يُذهب النوم من عيون المدينة

أعادت النبطية لساحاتها الأضواء ليلا، وعادت تضج وتسهر كباقي مدن لبنان، طرابلس وصيدا، إنها الواحدة ليلا، لازالت أبواب المحال التجارية مشرعة، والناس في حركة كبيرة. لسنا في إحدى دول الخليج أو في مدينة خارج لبنان، إنها فقط النبطية التي تعود إلى حياتها بعد أكثر من مئتي عام، لم تعرف خلالها سهرا ليليا، وذلك بعدما كانت الأضواء تطفأ عند الثامنة ويخيم الظلام، فالمدينة تنام.

عاد الضجيج إلى شوراع مدينة النبطية، وعادت حركة الناس إلى الإزدحام، بعد أن أطلقت بلدية المدينة، بالتعاون مع جمعية تجارها، وبرعاية النائب ياسين جابر، مهرجان التسوق.

وإن جاء متأخرأ كزينة الشهر الفضيل، فالشهر قارب على الإنتهاء، إلا أنّ ما يقارب الف ومئتا مؤسسة شاركت بحسومات من خمسة عشر حتى خمسين في المئة، وقد التزمت بها محال الألبسة والألعاب، ومحال الحلويات والمطاعم.

قسائم شرائية تخول المشترك دخول السحب على العديد من الجوائز العينية، التي يجري عليها سحب يومي، والتي تختتم بمهرجان كبير يومي 27 و28 آب في ساحة النبطية يتم خلاله تقديم الجوائز إلى الرابحين.

لم يعتد الناس هذه الأجواء، فغالبا ما يغادرون مدينتهم طلبا للسهر خارجا: تجربة جديدة كانت في حاجة إلى خطوة واحدة من البلدية، حتى تصبح النبطية مدينة لا تنام. ميزات جميلة أضيفت إلى شهر رمضان المبارك، وتجمعات ليلية عند الحادية عشر، لسحب أسماء الرابحين، كل يوم إسم جديد، وجائزة جديدة. وفي النهار لا يعرف الصندوق الذي وضعته البلدية في ساحة حسن كامل الصباح راحة، فالقسائم كثيرة، وفرحة شراء ثياب العيد تضاف إليها فرحة أخرى بجائزة "ليست على البال والخاطر".

تخرج حنين حمادة وأختها سندس من إحدى المؤسسات التجارية، أكياس كثيرة تحملانها، مع أن الأسعار مرتفعة جدا، ولا مجال للتوقع بصدقية الحسومات، فالنبطية تغلي كحرارة هذا الشهر، وتكوي الناس. تتذمر حنين من عدم الرقابة الفاعلة على الأسعار ومن جشع التجار في ربح يفوق المئتين في المئة. وعند الكلام عن البلدية تنشرح ملامحها: "الآن شعرنا بأن النبطية مدينة، لم نكن نعرفها ليلا، سوى سهرات عائلية، حتى البلدية الآن شعرنا بوجودها، عمل متواصل، وتحديدا لعمال النظافة، في ظل هذا الكم الكبير من الناس يوميا، حتى دوريات الشرطة والتنسيق مع القوى الأمنية بات واضحا لضمان سلامة وأمن الناس".

يعلق الدكتور أحمد كحيل، رئيس بلدية النبطية، أمله على نجاح هذا المهرجان، الذي يجري للسنة الثانية على التوالي، مؤكدا أن البلدية تسعى لتأمين أفضل الخدمات التي يمكن أن تريح الناس، وخصوصا بعدما عانوه من حفريات: "نحاول إنجازها بقدر المستطاع قبل أيام العيد، وقد أنجزنا القسم الأكبر منها"، مؤكدا أن البلدية تعمل على إبقاء ساحات النبطية منارة، عند انقطاع التيار الكهربائي، من خلال تشغيل مولدات كهرباء في ساحاتها الرئيسية.

أما عن إقبال الزبائن، فتصفه بالجيد، عبير، صاحبة إحدى محلات الألبسة النسائية، وتضيف إنّه أفضل من العام الماضي، مؤكدة أن سبب الغلاء، هو إرتفاع اليورو: "لأن معظم البضائع نستوردها من تركيا، والثياب الوطنية قليلا ما نتعامل بها، حتى إن طلبات الزبائن لم تعد تقبل بما هو عادي".

منتهى التي تلبس ثيابا شرعية تؤكد أن ما وصلت إليه الأسعار، وتحديدا في محلات الألبسة الشرعية: "كفر بقدرات البشر، فلا يمكن أن تلبس المرأة لباسا أنيقا ومرتبا، من دون أن يكلفها كحد أدنى مئتي دولار، إن توفرت بعد عناء".

لكن تسعى البلدية في هذا المهرجان إلى تنظيم بسطات التجار الخارجية، والتي شكلت العام الفائت تحديا لأصحاب المحلات، الذين يتكبدون مشقات، إيجار مرتفع، وفواتير عديدة للكهرباء والإشتراك الكهربائي والموظفين. وتحاول البلدية أن تجمعهم في سوق واحد، يقتصر على الساحة الأمامية للحسينية.

هذا ويشارك مركز كامل جابر الثقافي في أنشطة متعددة تستهدف الأطفال، من خلال المشاركة بمجموعة من الأنشطة الترفيهية ، في يومي المهرجان الختامي، من مسرحيات وعروض بهلوانية. ويستعد المركز أيضا، بالتعاون مع جمعيات النبطية، بعد تأسيس تجمع الفرح، لإطلاق مجموعة من الأنشطة التي تلي العيد وتستمر حتى العاشر من أيلول.

السابق
بيان عن جميل السيد: اتمنى المحافظة على مستندات وأرشيف القذافي ودعا قيادة الجيش الى طلب رفع الحصانة عن ضاهر والادعاء عليه
التالي
حمادة: مخاطبا الحكومة فترة السماح انتهت ونصيحتي ان ترحلوا قبل سقوط باب عزيزية هذه الحكومة