كلّ الملل في “لا يملّ”

انطلق برنامجاً اجتماعياً وأمسى سياسياً محضاً، مع تأكيد فريقه البعد التام عن الانقسامات السياسية، إلا أن الميل إلى قوى 14 آذار «واضح مثل عين الشمس».
«لا يمل» الكوميدي الساخر لم يكتفِ بالسخرية من فريق 8 آذار أو القوى الوطنية كلها، بل تعدّت سخريته المحلّي لتشمل أوضاع سورية الراهنة.

عنوان إحدى الحلقات الأخيرة من «لا يمل» هو الحوادث السورية، وإن تضمن عدداً قليلاً من الاسكتشات الاجتماعية والسياسية اللبنانية، إلا أن الوضع الأمني في سورية كان له الحيز الأكبر في الحلقة. ومع أن الممثلين والكتّاب والمعدّين يقولون إنهم لا يعتمدون التجريح أو تقليد الشعب السوري ، إلا أن اسكتش الحلقة الأخيرة كان يطال الشعب بشكل أساسي ويضعه في خانة الكذبة أو الملفقين للحوادث. مثلاً حين يسخرون من الرصاص الطائش على اعتبار أنه للابتهاج ويساعدهم المواطن في ذلك بالقوة… معنى مبطن يرمي إلى أن الشعب مفروض عليه إنكار الوضع والتظاهر بالأمن والأمان «المفقودين»، علماً أننا خلال متابعتنا الحوادث السورية عبر الوسائل الإعلامية لم نرَ أي تعتيم بل الحقيقة كما هي.

من شأن هذه الاسكتشات أن تثير نوعاً من البلبلة في أوساط الشعب السوري، فثمة العديد لا يتقبّل هذه النوع من الكوميديا الساخرة.

وطالما أن البرنامج يهدف إلى الكوميديا و»لا يتبنى رأياً سياسياً محدداً» فلم َلا يلجأ إلى تقليد بلدان عربية أخرى موالية لـ 14 آذار، ولمَ التركيز بشكل أساسي على قوى الثامن من آذار والبلدان الموالية لها؟!
هذا النوع من الكوميديا الساخرة قادر على خلق استفزاز لدى فئة معينة نظراً إلى تخطيه الخطوط الحمر المسموح بها في برامج التقليد. ومهما يكن، فإن هذه البرامج على كثرتها باتت تكرر نفسها ولم يبقَ هناك تنوّع في مواضيعها، بل أضحينا نشاهد تكراراً فيها كلها على اختلاف تسمياتها وعناوينها.

السابق
مبادرة شبابية لتنظيم أسلاك الكهرباء
التالي
مخططات استيطان جديدة وترخيص لمتحف التسامح