الشرق الاوسط: تخوف لبناني من انتقال “العدوى” السورية إلى طرابلس

تتفاعل الأزمة السورية في الداخل اللبناني مع ازدياد حدة الانقسام ما بين مؤيد لنظام الرئيس الأسد ومعارض له، وارتفاع منسوب التخوف من اشتعال الوضع شمال لبنان، وبالتحديد في طرابلس، في ظل ما يشاع من ناحية عن عناصر لبنانية تسعى لدخول الأراضي السورية للتضامن مع الثوار، وإعلان قسم من فرقاء 8 آذار، من ناحية أخرى، جاهزيتهم للقتال لحماية النظام السوري ومنع سقوطه.

وفي هذا الإطار، اعتبر نائب الأمين العام لـ«الحزب العربي الديمقراطي» الزعيم العلوي رفعت علي عيد أنه «يتم استغلال الجوامع للتعبئة المذهبية»، واصفا الوضع في طرابلس بـ«السيئ» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل كعلويين أن نكون (فشة خلق)، كما حصل في 7 أيار، نحن نحمّل القوى الأمنية والجيش اللبناني المسؤولية الكاملة عن أمننا وأمن بيوتنا وأسرنا، وفي حال تلكأت مؤسسات الدولة عندها سنكون بالمرصاد».

وكشف عيد عن معلومات لديه تفيد بأن «عشرات الطرابلسيين موقوفون في سوريا بتهمة المشاركة في الأعمال التخريبية الجارية هناك»، وأضاف: «لطالما كانوا ينادون بضرورة أن لا تتدخل سوريا في شؤوننا، وها نحن اليوم نشهد العكس تماما؛ فإذا بهم هم يقحمون أنفسهم بالأمن السوري».

بدوره، جدد عضو تيار «المستقبل»، النائب عمار حوري، موقف التيار الرافض للتدخل بالشأن السوري، مؤكدا أنه «لا إمكانية أو قدرة لعمل مماثل»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتابع الوضع في سوريا كما تابعنا الوضع في باقي الدول العربية، لأننا لا نرضى لغيرنا ما لا نرضاه لأنفسنا».

واعتبر حوري أنه «وفي المبدأ، لا يجب أن يكون هناك انعكاس أمني لما يحصل في سوريا لبنانيا»، وأضاف: «إلا إذا كان هناك لدى البعض نية مبيتة لنقل الأحداث إلينا لصرف النظر عن الارتكابات في الداخل السوري».
ورأى حوري أن «الاتهامات التي تساق لتيار المستقبل؛ إن كان عبر الإعلام السوري أو عبر قوى 8 آذار، تحولت لعدة شغل يومية مبنية على الأوهام»، وقال: «حدثونا في البدء عن أساطيل تتجه من الشمال إلى الثوار، وبالتالي كل ما قد يخرجون به بعد ذلك لن يكون لديه أي فرصة لإقناع الرأي العام».

وفي الشارع الطرابلسي، يترقب الطرابلسيون مسار الأحداث في سوريا ساعة بساعة، فيبدو معظمهم منحازا للشعب السوري، شاجبا ارتكابات النظام بحقه. ويقول رشيد (42 عاما): «يبدو أن ما حصل في تونس ومصر لم يكن بمثابة درس للرئيس الأسد الذي سيسقط عاجلا أو آجلا.. الثورة البيضاء التي انطلقت في سوريا لن تتوقف، وكلنا معها وندعمها قلبا وروحا».

وتستنكر أم أحمد (55 عاما) ما يحكى عن وجود يد لتيار المستقبل فيما يحصل في سوريا وتقول: «هل الشعب السوري في رأيكم بحاجة لمن يحرضه لنيل الديمقراطية والحرية؟ على النظام السوري أن يقتنع أن مسيرة الحرية انطلقت من تونس، وهي لن تتوقف حتى سقوط آخر ديكتاتور»، مؤكدة أنها على «استعداد لاستقبال إخوانها السوريين في منزلها، دعما لمسيرتهم نحو الحرية».

أما فؤاد (30 عاما) من جبل محسن (المنطقة العلوية)، فيجزم أن «الأزمة السورية انتهت، ويتحدث عن بضع مجموعات إرهابية سيقضي عليها النظام في الأيام القليلة المقبلة».
ويضيف: «بالأمس زار أقاربي دمشق.. الوضع أكثر من مستقر، والأحداث تقع في مناطق محددة وأوشكت على نهايتها».

السابق
الشرق الاوسط: نزوح آلاف السوريين إلى لبنان يكشف عمق التداخل الديموغرافي بين البلدين
التالي
الراي: فيلتمان حمل إلى لبنان رسالة من … خمسة عناوين