الجريدة: المخالفات سيناريو لتعويضات مالية تمتص نقمة أنصار أمل و حزب الله من سياسة قيادييهم

 أثيرت في لبنان منذ نحو أسبوعين مسألة البناء خلافاً للقوانين على الأراضي والأملاك العامة في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وخصوصاً في محيط مطار رفيق الحريري الدولي وقرب مدرجاته.

وبالنظر إلى ضخامة المخالفات، واتساعها عددياً وجغرافياً في مناطق خاضعة لنفوذ حزب الله وحركة أمل، فقد انصرف المراقبون إلى البحث عن الخلفيات السياسية والأهداف الكامنة وراء مخالفات باتت في رأي الخصوم السياسيين لأمل وحزب الله أشبه بخطة معدة سلفاً يتم تنفيذها لغايات مرسومة.

وبحسب رواية يتم تداولها في أوساط سياسية عدة في لبنان فإن حزب الله وأمل يسعيان من خلال التغاضي عن هذه المخالفات إلى تنفيس الاحتقان المتعاظم داخل الطائفة الشيعية نتيجة النقمة على السياسات التي يتبعها الثنائي الشيعي وانعكست سلباً على الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية والمادية لألوف العائلات المتضررة من هذه السياسات.

وتعدد هذه الأوساط أسباب النقمة داخل الطائفة الشيعية في الآتي:

1- عدم استكمال حزب الله دفع كثير من تعويضات حرب يوليو 2006 وفقاً للوعود التي أطلقها سابقاً.

2- عدم إيجاد حلول عملية تعيد الأموال إلى الذين خسروها نتيجة «تبخر» استثمارات صلاح عزالدين الذي قيل على نطاق واسع إنه كان مدعوماً من حزب الله أو كان واجهة من الواجهات الاقتصادية والمالية لاستثمارات الحزب.

3- حملات إبعاد اللبنانيين الشيعة من دول الخليج نتيجة سياسات حزب الله المؤيدة لمعارضي الأنظمة المدعومين من إيران، ما أفقد أرباب عائلات وظائفهم وفرص عملهم ومداخيلهم.

4- الخسائر الفادحة التي لحقت باللبنانيين الشيعة في إفريقيا عموماً، وفي ساحل العاج خصوصاً في الفترة الأخيرة نتيجة دعم حزب الله وحركة أمل جهات سياسية محلية على حساب جهات أخرى في الصراعات الداخلية الدائرة هناك على السلطة.

5- الضغط الأميركي والغربي لتجفيف مصادر تمويل حزب الله من تجارات غير مشروعة في أميركا اللاتينية، ولقطع الطريق على انتقال الأموال العائدة للحزب عبر المصارف، خصوصاً بعد وضع البنك اللبناني – الكندي على لائحة المصارف المحظورة أميركياً ما أدى إلى بيعه، وإلى نسبة أعلى من الحذر لدى بقية المصارف اللبنانية.

6- الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعانيها إيران وأدت إلى تراجع الدعم المالي الذي تقدمه طهران لحزب الله.

من هنا يرى أصحاب هذه المعلومات أن حزب الله وأمل أوعزا إلى مناصريهما بالبناء على الأملاك العامة خصوصاً في أمكنة حساسة قريبة من مدرجات مطار بيروت على نحو تضطر معه السلطات الرسمية إلى إزالة المخالفات منعاً لتصنيف المطار دولياً على أنه مصدر خطر على سلامة الطيران المدني. ومع قرار إزالة المخالفات ترتفع الأصوات المطالبة بتعويض العائلات، ويُفتح بازار مالي جديد شبيه بصندوق المهجرين أو بتعويضات وادي أبوجميل في وسط بيروت فيجني أنصار حزب الله وأمل الملايين من التعويضات التي تساهم في الحد من النقمة الشعبية داخل الطائفة الشيعية على السياسات التي يعتمدها الثنائي الممسك باللعبة السياسية فيها.
 

السابق
الجريدة عن مصدر: عقدة الداخلية لاتزال عالقة بين سليمان وعون
التالي
ورقة بن لادن