بحكايات أطفال لبنان: سارة قصير تنتزع جائزة أفلام دولية

(خاصّ جنوبية)
"جائزة الأسرة والطفل" كانت من نصيب الزميلة اللبنانية، المخرجة سارة قصير، في "مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية"، عن فيلمها "لبنانكم غير لبناننا"، بفئة الأفلام القصيرة.
تروي سارة أنّ فكرة الفيلم بدأت في ورشة عمل حول أفلام الأطفال نظمها "إتحاد الإذاعات العربية" وال"copean"، وفيها قامت سارة، (28 عاماً)، الحائزة على دبلوم مسرحي وإجازة في الإعلام، بتصوير وإخراج هذا الفيلم لصالح الورشة في الـعام 2009، وكان "قناة المنار" هي المنتجة. وبعد سنتين من صناعته عرض الفيلم في "مهرجان الجزيرة الدولي"، إلى جانب 70 فيلماً عن االفئة نفسها، نال أربعة منها جوائز.
يبدأ الفيلم، ومدته 13 دقيقة، بمشهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري: "لما شكله ذلك اليوم من نقلة وتغيير غلى الخريطة السياسية في لبنان، وما حمله من إنقسام بين الزعامات والمناطق اللبنانية"، تقول قصير.
يعرض بعدها الفيلم قصص ستة أطفال يحكون أمام عدسة الكاميرا، بكل صدق وعفوية، تأثير السياسة والإنقسام الطائفي الحاصل في لبنان منذ الـ2005 عليهم وعلى علاقتهم ببعضهم البعض. فيخبر كل منهم قصته، وبحسب الشعارات والألوان التي ينطق بها يُعرف فورا الزعيم الذي تنتمي إليه عائلته.
فمن اللون البرتقالي والأصفر إلى الأزرق فالأحمر.. ألوان يناصرها الأطفال ويخبرون عنها قصصا وحكايات، كما لو أنّهم رجال يتابعون السياسة ليلا نهارا.
"الفكرة ليست جديدة"، تقول سارة، "لكنّ قوتها تكمن في عفوية الأطفال الذين تحدثوا بطلاقة عما يعانونه نتيجة للمشاكل والإنقسام السياسي الحاصل"، مؤكدة على أن التصوير تم "دون إستعمال الـvoice over"، أي من دون تعليق صوتيّ خارج إطار الصوت المرتبط بالمقابلات المصوّرة: "ما قرّب الفكرة ونقلها بشكل كامل إلى لجنة التحكيم والجمهور".
إستطاعت المخرجة قصير أن توصل فكرتها بشكل واضح، شارحة المعاناة والانقسامات السياسية والطائفية والمناطقية التي يعاني منها لبنان، خصوصا أطفاله الذين يؤكدون، بكلماتهم وعباراتهم البريئة، أنّ لبنان الذي يطمحون إليه يختلف عن لبنان السياسيين.
وهي تختم الفيلم بصوتين متوازيين يصدحان: الأول يصرخ بالسيادة والحرية والإستقلال والآخر يدعو أميركا للخروج من لبنان!

السابق
عون: موقع رئيس الجمهورية لم يعد محايداً على المستوى السياسي
التالي
يجب التحرر من المشكلة الفلسطينية بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة