المستقبل: قمع المخالفات في جوار المطار

هيمنت مجريات الأحداث المتسارعة في سوريا على اهتمامات اللبنانيين، وإن اتصلت بها من خلال قضية النازحين من سوريا في اتجاه لبنان عبر الحدود الشمالية. في هذا الوقت، بقي الجمود في التشكيل الحكوميّ على حاله، ولم يقنع أحداً ذلك التفاؤل الذي جرى بثه في اليومين الأخيرين حول تجاوز "عقدة الداخلية".

وأكدت مصادر مواكبة لعملية التشكيل لـ"المستقبل" أن الاتصالات التي جرت مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال الساعات الماضية أظهرت تمسّكاً منه بحقيبة وزارة الداخلية تحت عنوان أنه إذا كان ثمة تحفظ على اسم معيّن فيمكن أن يقترح غيره ولكنه مصرّ على ألا تكون هذه الحقيبة من حصة أي طرف آخر "لأن هذه الحقيبة يجب أن تبقى حيادية". وأوضحت أن "الخليلين" أي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسن خليل اللذين زارا رئيس الجمهورية أمس لم ينقلا اليه أي أفكار جديدة وإنما استمعا منه الى ما عنده من أفكار، وأن أيّ تقدّم لم يسجّل. أضافت الأوساط أن الأسبوع المقبل سيكون فاصلاً فإما أن تقلع التشكيلة الحكومية بالتوافق وإما تعلن مراسيم تشكيلها وتُحال الى مجلس النواب وهناك ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم، بما في ذلك حجب الثقة عنها.
ومن جهتها، أوضحت أوساط الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لـ"المستقبل" أنه ينتظر نتائج المسعى الحالي الذي يقوم به "الخليلان" لاتخاذ الموقف المناسب، على اعتبار أن هذا المسعى هو الذي يحدّد مسار الأمور بالنسبة الى الرئيس المكلّف، من حيث اتخاذه القرار المناسب في الوقت المناسب حول إعلان تشكيل الحكومة. وبالتالي، إن انتظاره، يأتي في إطار حل عقدة وزارة الداخلية على خط بعبدا الرابية. ومن شأن حلها فتح الباب أمام حل الموضوع الحكومي ككل، والذي يتركز على تشكيلة سياسية مطعمة بتكنوقراط على قاعدة 19-11.

وفي وقت علمت "المستقبل" أن أي تقدم لم يحصل بعد المساعي، تحدثت بعض المعطيات عن تقدم بطيء على خط بعبدا الرابية. مخالفات البناء في هذا الوقت، تواصلت عملية قمع مخالفات البناء، حيث قال مصدر أمني لـ"وكالة الأنباء المركزية" إن "التركيز اليوم يتم على قمع مخالفات البناء في جوار المطار، بمؤازرة الجيش اللبناني"، ولفت الى أن "هذا الموضوع أعطي أولوية نظراً الى خطورته على السلامة العامة وعلى الطيران والمسافرين". وأكّد المصدر أن "قمع هذه المخالفات لم يخلُ من الاعتداء على قوى الأمن الداخلي، سواء بالحجارة أو بالضرب".

وكان عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني وصف "ما يحصل في جوار المطار بأنه من أخطر المخالفات"، ودعا الجميع للتحرك لإزالتها. وكانت "الوكالة الوطنية للإعلام" أفادت أن مجموعة من "الأهالي" رجمت عناصر قوى الأمن الداخلي بالحجارة أثناء تنفيذها عمليات هدم لأبنية وطبقات مشيدة على سور المطار تحجب رؤية برج المراقبة، ما أدى الى إصابة المقدم جوزيف نداف في وجهه والنقيب سليمان زين الدين في يده اليسرى والملازم نبيل عويدات في كتفه اليمنى ورأسه، وتم نقلهم الى مستشفى المقاصد للمعالجة.

وفي الإطار نفسه، قطع فريق آخر من الشبان والنساء طريق الأوزاعي الداخلية بالعوائق والحجارة، وأحرقوا الإطارات، رفضاً لما تقوم به القوى الأمنية. أما وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار فقد أكّد أن موضوعات مخالفات البناء هي برسم القضاء والملاحقات، وأضاف أنّه تبيّن له "أنّه صدرت تعليمات متشددة من قوى الأمن، وصدرت عن النيابة العامة التمييزية أيضاً تعليمات بهدم البناء المخالف، وبتوقيف أصحاب البناء والعمّال ومصادرة أدوات البناء". وشدّد على أن "القضاء يعطي تعليماته ويشير الى النيابات العامة بالتدخّل، ومن هنا فإن الأمر يصبح عند الجهة التي أعطاها الدستور حق التدخل، لكن نحن نصطدم بأمر واقع". وقال "حتى لو تعاون بعض السياسيين فهناك تراخٍ على الأرض ولا يكفي أن نأخذ قراراً بل يجب تنفيذه، فهناك استقواء على قوى الأمن، وليس هناك هيبة لرجل الأمن، وهذا ناتج عن مناخ الفساد المستشري".

وفي شأن آخر يتعلق بالاتهامات السورية قال نجار "حتى الآن لم يأتنا أي شيء من سوريا، ولا يستطيع القضاء أن يتحرك بناء على تصريح علنيّ من سفير، بل يجب أن يكون هناك ملف". وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي أكد أمس أن "كثافة المهمات التي يمر بها لبنان، لن تثنيه عن مواصلة التدريب وخصوصاً النوعي منه، حفاظاً على استعداد الوحدات لمواجهة مختلف الاحتمالات". ودعا العسكريين إلى "مضاعفة الجهود والسهر على حماية النظام العام في البلد من العابثين بالأمن والخارجين على القانون، والبقاء بالمرصاد لما يبيّته العدو الإسرائيلي والإرهاب من نيّات إجرامية تستهدف الوطن".

وبخصوص حركة النزوح من سوريا الى لبنان بسبب الأحداث، بحث وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ مع ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة السيدة تينيت كيلي ومسؤول الدائرة القانونية في المفوضية دومينيك طعمة، في القضايا المتصلة بالنازحين السوريين، وجرت مناقشة تقرير الوفد المشترك من وزارة الشؤون الاجتماعية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة في قرى عكار التي لجأ اليها السوريون، ولا سيما في وادي خالد والقرى والمزارع المحيطة بها لإحصائهم وسبل تأمين حاجياتهم، وتبيّن أن معظم النازحين نزلوا لدى أقارب لهم، كما انتشر عدد منهم في قرى سهل عكار وصولاً إلى طرابلس". في هذا الوقت، توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى روما للمشاركة في حفل تطويب البابا الراحل يوحنا بولس الثاني يوم الأحد المقبل في الفاتيكان، وأكّد عند وداعه في المطار أنه "إذا لم يكن عندنا سلطة تتمثل بحكومة تتولى شؤون المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية والمصيرية فنحن نضيع الوقت ونهدم رويداً رويداً دولة ينادي الكل بها".

السابق
ضغوطات
التالي
أسماء قابلة للتغيير