كراهية الزواج في آذار وبرج العقرب.. آخر الفتاوى الفيسبوكية

يبدو أنّ الفتاوى الفيسبوكية باتت موضة العصر، وتحوّلت بوصلة المشايخ من مراكز الإفتاء إلى الصفحات، فهذا يحرّم اللايك على صور النساء، وذاك قد يجد ريبة في إضافة بناء حواء..
ولكن أن يأتيَ أحد مشايخ العولمة ليقولَ لنا “هل تعلم أن عقد الزواج اليوم في 30 آذار 2016م مكروه؛ لأن القمر في برج العقرب.” فهنا لا يصحّ لنا الصمت؟
والمفارقة أنّ كل من الشيخ علي معروف حجازي صاحب هذه الفتوى والشيخ بلال ناصر الدين صاحب الفتوى السابقة وهي “اللايك على صورة المرأة” هما أساتذة في جامعة المصطفى العالمية في لبنان.

ممّا يجعلنا نتساءل أيّ علوم يلقنها كل منهما لطلبة الدين؟

فتوى ربط الزواج بالأبراج التي أطلقها الشيخ علي معروف حجازي لم تمرّ مرور الكرام، ليسأل أحد المتابعين الشيخ الجليل ايّ تقويم تقصد الهجري أم الميلادي، وهنا تفاجأنا الإجابة “الهجري”، وكأن آذار هو الشهر الساقط بين الشهور الهجرية، أو لربما حضرة الشيخ لا يعلم أنّ 30 آذار ليس ثابتًا في التقويم العربي.
ليست هذه الزلّة الوحيدة التي أوقع الناشطون بها الشيخ، بل أيضًا حينما سأله أحدهم إن كنا نؤمن الأبراج ظهر لنا أنّ الشيخ يفصل بين الأبراج وبين برج العقرب وهو لا يعلم حتى بمسببات هذه الكراهية.

إقرأ أيضًا: صاحب فتوى «إياكم واللايك» يعتزل الفيسبوك!

هذا التشريع الفيسبوكي لم يتوقف هنا، بل تابعه منشور آخر توضيحي ردًا لكل من تجرّأ وانتقد وتضمن “هذا جواب عن إشكالات البعض على فتوى كراهة عقد الزواج والقمر في برج العقرب.
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت لعلماء في غير العلوم الدينية أن الفصول لها بعض التأثير على الناس ، وهذا علم، وأقول للمعترضين على الفتوى أرجو أن تقدموا دليلا علميا على أنه لا مجال للكراهة ، وليس استنتاجات، بل قدموا دليلا واضحا على أنه لا كراهة ولا مشكلة، وإذا قدمتم هكذا دليل واضح فأشكركم أولا والتزم ما أثبته العلم ثانيا بكل اطمئنان واقتناع وصراحة بما التزمته هنا.
وقد قرأت نقاشا دار بين علماء فلك بين متخصص وخبير، عن كراهة عقد الزواج في برج العقرب ، وكان نقاشا علميا طال لساعات شارك فيه من يُشهد له بعلمه في الفلك ، ولم يستخفوا بالفتوى وناقشوها بروح علمية، وفي النهاية لم يتم الاتفاق على دليل علمي ينفي الفتوى أو يراها( مسخرة ).
وأكرر من جديد قدموا دليلا علميا يبطل هذه الفتوى بدون استنتاجات ذاتية بل قدموا دليلا موضوعيا، ولن تجدونا معاندين فنحن نترافق في دراستنا الدينية مع العلوم العصرية، ونشد على يد كل عالم من هؤلاء يقدم خدمة للناس، وصاحب الفتوى( المرجع )ممن يحفز على العلوم المتنوعة التي تفيد الناس، وعندهم علماء كبار اغتيل بعضهم لشدة علمهم، (… قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
[سورة البقرة 111]. نحن مع العلم مع العلم الموضوعي المدعّم بالأدلة. غفر الله لكم”

ليجيبه احد المعلقين “يا شيخنا العزيز على المدعي البينة وليس العكس، متى اصبح المنجمون مصدرا لتأييد الفتوى او نفييها..”

إقرأ ايضًا: بالصورة: الشيخ الذي حرّم «اللايك» على صور النساء… تراجع عن فتواه!

للأسف، ما نقلناه ليس من باب النكتة ولا الاستهزاء، وإنّما هو الدين الفيسبوكي المروّج، واستناداً لشيخنا الكريم إن أخطأتم وتزوجتم يوم أمس “30 آذار” فعليكم بالطلاق… وغفر الله لنا ولكم!

السابق
30 يوماً من العقوبات الخليجية تشل أذرع حزب الله
التالي
جنيف… مازال الطريق طويلاً