صاحب فتوى «إياكم واللايك» يعتزل الفيسبوك!

بعد الضجة التي أحدثتها فتوى الشيخ بلال ناصر الدين فيما يتعلق بإشكالية وضع الإعجاب على صورة المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي

” “إلى الرجال الأعزاء: هناك إشكال شرعي في الإعجاب بصورة المرأة التي تنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وبعدما تناولت العديد من المواقع الإلكترونية هذا الإفتاء من باب الإنتقاد، عمد الشيخ بلال يوم أمس إلى حذف فتواه عن صفحته الشخصية ليعلن اليوم اعتكافه عن الساحات الإلكترونية والتوقف عن متابعة الفيسبوك، مصدراً البيان التالي والذي أوضح به أسباب اتخاذه هذا القرار:

“أيّها الأحبة، إني أستأذن منكم جميعاً، فإني آليت على نفسي أن أترك متابعة الفايس بوك، لما وجدت فيه من تهكم وعدم احترام لعلماء الدين، لي ولغيري من العلماء الأفاضل، من قبل أولئك المغرضين جهلا ًًوغفلة وقصدًا.
يدرس الواحد فينا سنين طويلة، ويجهد في أن يكون في خدمة عباد الله، فيأتي من لا يعرف الألف من العصا، ولا يدرك الحق من الباطل، وقد غلب الشيطان عقلٓه، وتربى بين القطط والكلاب حتى أصبح شبيها بهم روحاً وعقلاً ، وترى في وجهه ملامح الشيطان، يأتي ليتكلم بما لا يليق.، مع من يمثّل مذهب الله ودينه بطريقة مخزية إن دلت على شيء إنما تدلّ على أننا ما زلنا في ضحضاح من الضعف التربوي والأخلاقي.
مكاني لم يكن هنا يوماً، ولن يكون، ولكني أحببت أن أخوض التجربة هنا، علّني أسد حاجةً ولو بمقدار عقلي القاصر.
مكاني هو بين الكتب الصامتة، وحبر الاقلام الذي يمدّ لي أفكاري على أوراق أعشق رائحتها.
مكاني، على المنبر حين أقف لأرفع صوت الحق.
مكاني بين الناس في حياتهم اليومية، حيث أرى من يكلمني حسًا لا من خلف جدران الشاشات الموهمة.
لم أتراجع عن كل كلمة ذكرتها منذ أن نشرت كلماتي الأولى حتى الآن، وإن حذفت بعضها فإن ذلك تفادياً من إطالة ألسنة التافهين أكثر.
أحيي الصادقين منكم والطيبين، أخوةً وأخوات.
والسلام.”

إقرأ أيضاً: بالصورة: الشيخ الذي حرّم «اللايك» على صور النساء… تراجع عن فتواه!

هذا البيان الذي لم يكتفِ بإستنكار الأصوات التي رفضت الفتوى والتي لم تقتصر على الأقلام الإعلامية، بل تخطتها إلى بعض رجال الدين المعتدلين الذين رفضوا هكذا إفتاء يُظهر أنّ الدين الإسلامي “جامد التشريع” ويضعه في قوالب محدودة.
وإنّما قد وصف من خلاله الشيخ الكريم هؤلاء المنتقدين بأنّهم قد “خضعوا للشيطان وتربوا بين القطط والكلاب” واعتبرهم أيضاً  أنّهم قد أصبحوا شبيهين بهؤلاء القطط والكلاب.

وهنا نتساءل، هل الدين الإسلامي هذه لغته وثقافته؟ وهل يحق لمن يعتبرون أنفسهم ناطقين بإسم الدين على الأرض أن يتعاطوا مع أيّ انتقاد بهذا الأسلوب الرافض للآخر وبهذه اللغة المهينة.

إقرأ أيضاً: وضع إعجاب على صورة المرأة على «فيسبوك».. محرم شرعا؟

نذكر شيخنا الجليل، كم صبر الرسول (ص) وهو الحق على ظلم قومه، فكيف له “هو” إذاً أن ينعت الآخر بالقطط والكلاب، بدلاً من النقاش والحجة!
وهنا لا بد من الأخذ بفرضية أنّ من تسقط الحجة من يديه يذمّ الآخر ويهين كرامته.

السابق
كلمة اليزابيث ريتشارد السفيرة المرشحة الى لبنان
التالي
المعلم للسنيورة: لا تبكي.. أنت الأقوى فالمقاومة خلفك