رحيل وجدي شيّا

عرفتك صديقاً صدوقاً، لكنك هذه المرة تبدلت. فقد وعدتنا في المرة الأخيرة بأنك ستشفى، وسنترافق معاً والصديق ياسر ذبيان الى صوفر لتمضية سهرة فنية، نحتسي فيها كأس نبيذ، ونغني على وقع عزف العود. ربما كنت تدرك جيداً حقيقة وضعك الصحي، لكنك لم ترد أن تعترف به، أو أن تعلنه للملأ، بل فضلت أن تطمئننا الى حالتك، وتزرع فينا أملاً دائماً، لنواجه عقبات الحياة بابتسامة دائمة، وهدوء نفسي، كما كنت تفعل دائماً.

لا أريد أن أكتب في موسيقاك ونتاجك الفني المسرحي، فلست ناقداً فنياً، بل أشهد لصداقتك وإنسانيتك اللتين عرفتهما فيك عندما عملنا معاً في “الجديد”، ونمت علاقة ودّ استمرت بعدما ترك كلانا العمل هناك. والصداقة الحقيقية تعكس المثل اللبناني القائل “بعيد عن العين، بعيد عن القلب”.

أمس، وبعد صراع مع المرض، رحل وجدي شيا الفنان والمؤلف الموسيقي الذي قدّم انتاجاً فنياً مميزاً. ولعل المسرحية الغنائية “شمس وقمر” التي ألّفها ولحّنها أخيراً ستبقى من أعماله اللامعة.

أما نتاجه الموسيقي “ليالي الشرق”، فكتب عنه الكثير عربياً، وهو استعراض غنائي راقص قدّم على مسارح لبنانية عدة، عبر رؤية مشهدية ولحنية وضعها وجدي شيا لقصائد من عيون الشعر العربي القديم والحديث. و”أورنينا” ملحمة أسطورية معاصرة قدمت في غنائية استعراضية عام 1999 في بيروت ودمشق، ونالت الجائزة الأولى في مهرجان بابل الدولي الحادي عشر من بين خمس وأربعين دولة مشاركة.

قدم عشرات الأغنيات لكبار نجوم ونجمات الغناء العربي، سميرة توفيق، سعاد محمد، نهاد فتوح، جوزف عازار، وائل كفوري، لطيفة التونسية، وغادة شبير وغيرهم. وشارك في العديد من البرامج الفنية وبرامج المنوعات على قنوات تلفزيونية.

السابق
الحريري خلف الجيش وجنبلاط يبرئ «النصرة» من الارهاب
التالي
هاني فحص..رصيدنا أنّا عاصرناه