من فتاة كانت تتمنى ان تدعوك: يا جدي !

السيد هاني فحص

ثمة رجال يسكنون الأبد

حتى حين تذهب روحهم

ثمة رجال قلوبهم مثل قلب طفل

يبقون أحياء برغم الزمن

ناديتني يا شاعرة … وكنت تبتسم

تلك الإبتسامة الساحرة والمطمئنة …

يومها لم أكن أعرفك

ولم تكن تعرفي …

كنت تملك موهبة الكلمات الصامتة

وكنت تطلق العنان لعينيك

وهي تحمل الكلمات المثقلة بالمعاني , يا طفل الصمت أنت

كنت تترك الكلمات لتعبر بصوت

خافت عن كل الود والدماثة

عيناك كانت تنبع منهما كل الرقة

كانتا تتلذذان بالتغلب على كل الأحزان

تضحكان أمام أخطاء الماضي

وتتركان للمستقبل أن يعفو عن نفسه …

عيناك عينا رجل صافي السريرة

كانتا تخبراني أن الصدق موجود

عيناك كانتا لي خير معلم

حين أرشتدني كيف أتحدي مخاوفي

كنت أقرأ نظراتك صوب من تحب

أحزر فيها الحب لنصفك الثاني

وأرى فيها الفخر حين ترنو إلى أولادك

والسعادة حين ترى أحفادك …

عند كل صعوبة كنت تصرخ : حاضر

كنت أحب الإستماع إليك , وأراك كبيراً

مساعدتك لي كانت بركة

وكلماتك لي لم تكن إلا دروساً

أنت مرشدي حين أردت إختيار مصيري

ماذا كنت أنا لك من بين كل الناس؟

هل كنت أكثر من حفيدة صديقك؟

ماذا كنت أعني لك في هذه الدنيا؟

كي تستخدم الوقت الذي يمضي

في مساعدتي ونصحي وإحترامي

في البحث عن سعادتي وبهجتي

من كنت أتا لأستحق كل طيبتك هذه؟

لن أتمكن أبداً من شكرك

لن تعرف بعد اليوم كم كنت أحترمك

لن أشعر بعد اليوم بتلك الهالة من العذوبة

التي كان يطلقها قلبك الرقيق …

أعرف أن الله إبتسم لك

أعرف أنه مسح مسرى حياتك

أعرف أنك من حيث أنت … سترى

سترى كم كنت محبوباً

وكم أرجو أن يهمس لك الله

أنك تركت في هذه الدنيا

فتاة كانت تتمنى بكل صدق

أن تدعوك : يا جدي

بتول درويش الخطيب

حفيدة الدكتور عادل عبد المهدي

السابق
فنيش: التكفيريون أصيبوا بضربات قاسية ولن يحققوا غاياتهم
التالي
لبنان الرسمي يشرّع زواج القاصرات… بإذن الأهل!