عساف أبو رحال.. اربع سنوات مضت

أربعة أعوام مرّت على غياب رفيقنا عساف أبو رحال، وكلما بعدت المسافة الأمنية بيننا، كلما شعرنا بقيمة غيابه، وأن المساحة التي احتلها خلال وجوده بيننا لا يستطيع آخر أن يحتلها.
عساف لم يكن زميلاً تعرفت إليه بمجلة شؤون جنوبية فحسب، كان رفيق درب طويل وعلاقة متينة قديمة حتى لو لم نكن نعرف بعضننا البعض، لكن موقفه وممارساته ضد الاحتلال، وموقفه الثابت من خيار المقاومة، والتزامه الثقافة العلمانية منهجاً لعلاقته مع الآخر وانتماءه الوطني اللبناني الذي كان أعلى من أي انتماء آخر، وهويّته الإنسانية التي جعلته يشعر بأي قهر أو ظلم يعيشه إنسان في آخر الكرة الأرضية، ذلك جعل منه مواطناً وطنياً بامتياز يعمل في سبيل المساهمة بأي تغيير قد يحصل في محيطه الاجتماعي والاقتصادي. ولا أنسى محاولاته تأمين المساعدات لجمعية تعاونية زراعية في بلدية الكفير، وقد نظر إلى هذه المهمة كمهمة أساسية.
وجود عساف في أي مكان أحدث خرقاً – فراقه عنا صعب، نسيانه أصعب، عزاؤنا أنه سقط برصاص الإسرائيليين، ولم يسقط برصاص قوى المذاهب والطوائف التي ترى نفسها أكبر من الوطن، وعساف لم ينتسب إلا للوطن.

 

السابق
داعش يسيطر على أكبر سد في العراق
التالي
أوباما: دمرنا أسلحة وعتادا كانت ستستخدم لشن هجمات على اربيل