مخيم سهل مرجعيون: زفاف لنازحَين

وضع نازحو مخيم سهل مرجعيون، همومهم ومعاناتهم جانباً، ليفرحوا بأول زفاف لعروسين تعاهدا على الحب والإخلاص حتى في غربتهما القسرية عن الوطن.

عبد الوهاب حسن خضر (22 عاماً) وعروسه حسنة شحوذ من إدلب رفضا أن يحول النزوح دون تتويج حبهما بالزواج. فكان أن عقدا العزم على إقامة حفل عامر في ظل تلك الخيم المبعثرة، لعله يكون بارقة فرح ومدخل بسمة لعشرات آلاف النازحين الذين أدمت قلوبهم الأحداث الأليمة العاصفة ببلدهم.
منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ المخيم يعج بحركة غير عادية، في ظل شمس ساطعة.
شبان انشغلوا في نحر الخراف. نساء يطبخن اللحم والأرز مع اللبن على مواقد الحطب. عروس ارتدت ثوبها الأبيض بعدما تزينت وتبرجت، تنتظرعريسها في خيمة، محاطة بعشرات الصديقات. عريس يركض أمام شبان أشبعوه ضرباً في تقليد عشائري. حلقات من الدبكة عقدت أمام خيمة العريس، على وقع موسيقى صاخبة من جهاز صوت جمعت قطعه على عجل في المخيم.
زفة العروس فصلت بين خيمتي العروسين اللتين تزينتا بما تيسر من أغطية وردية، لترتفع بعدها أصوات الحديوة التي غلب عليها الحنين إلى الوطن.
كلفة العرس وفق والد العريس حسن، جمعت ديوناً من الأصدقاء بعدما تجاوزت الستة ملايين ليرة، وقد توزعت على الشكل الآتي: مليون ونصف مليون كلفة الخيمة الزوجية، مليونان خراف وطعام وحلويات، مليون فرش للخيمة، مليون ونصف مليون تجهيزات العروسين من الملابس والحلي والتزيين.

السابق
كيف تتجنبين التحرش في العمل؟
التالي
الحكومة الى «بيان متواضع»؟