كيف تتجنبين التحرش في العمل؟

كثيرات من الفتيات والسيدات العاملات يعانين التحرش في أماكن عملهنّ، فمن الملامسة الجسدية والألفاظ أو النكات الى التلميحات الخادشة للحياء، مضايقات يتعرّضن لها قد يتغاضين عنها حفاظاً على لقمة العيش أو يثرن عليها حتى لو كان الثمن ترك العمل! فكيف يمكن المرأة أن تتصدى للتحرش في العمل؟

تشكو كريستينا من أن زميلاً لها في العمل يعاملها بلطف زائد، ويمتدحها بشدة على أشياء لا تستحق كل هذا القدر من المديح، حتى أنها تشعر بالإحراج أمام هذا السيل من الكلمات المعسولة والنظرات التي تحمل أكثر مما تحمله الكلمات. أما نيڤين، فلا يتوانى مديرها عن الإطراء وإسماعها الكلمات المعسولة. “كلما رآني يمتدح جمالي وشعري وملابسي، كما أنه دعاني غير مرة لتناول الغداء معه ولا أدري كيف لي أن أرفض الدعوة وأُبقي على علاقة العمل والزمالة والاحترام بيننا”.

خبيرة الإتيكيت ماريان نويهض تسدي الى العاملات عدداً من النصائح لمجابهة التحرش. “على المرأة أن تكون ذكية ولماحة وتثق بحدسها إذا ما شعرت بأي شيء غريب، فالعمل يجعلها تختلط بأنماط عدة من الناس وهم بالطبع لا ينظرون إليها النظرة نفسها، وهي وحدها القادرة على استشعار محاولات الرجل بحدسها الأنثوي. ومن جهة أخرى، ينبغي عليها وضع الحدود والأسوار التي يجب ألا يتخطاها أي شخص تحت أي ظرف من الظروف وعليها تالياً مراعاة مجموعة من الخطوات لتصدّي التحرش، ومنها رفض المديح بطريقة لبقة، قد تكون كلمة صغيرة مغلفة بالرسمية والاحترام وقد تكون مقاطعة اندفاع كلماته المعسولة أو باستخدام إيماءات الوجه. كما أن الثقة بالنفس خطوة مهمة تجعل المرأة غير مترددة وغير خائفة وتعطي انطباعاً عنها أنها ليست ضعيفة أو سهلة المنال. وفي المقابل، الانغلاق على الذات والانطواء يدلّ على ضعف، فعلى المرأة أن تكون منفتحة وقوية ضمن حدود الأدب في مكان العمل وأن تحرر من الخوف، فالعمل يتطلب التعامل مع الناس لاكتساب المهارات اللازمة والذكاء الانفعالي، وهي أمور لا تكتسب سوى بالتفاعل مع زملاء العمل”.

وتشير نويهض الى أن الهدايا الشخصية الخاصة في العمل تعتبر إشارات لمحاولات الزملاء للتقرب من المرأة، “تقديم الهدايا الجماعية أمر مسموح به في شكل عام في مجال العمل، لكن عندما تصبح الهدايا شخصية ينبغي رفضها، فلا يجب أن تقبل المرأة أي هدية شخصية يقصد منها إيصال رسالة معينة، لأن في قبولها إعلاناً للاستجابة لهذه الرسالة. وللملابس تأثير في جذب التحرش أو وقفه، فالملابس المثيرة تعطي رسالة تشجيع على التحرش، كما أن تقبل النكات الخادشة للحياء بطبيعية الأمر يحفّز زميلك أو مديرك على التمادي في تحرشه، لذلك لا تترددي في وضع حدّ لمن يتمادى في سرد تلك النكات كي لا يتحول الأمر الى عادة في المكتب”.

وإذا ما شعرت المرأة بتحرش أي زميل أو مدير، ينبغي عليها التحدث في الأمر وعدم السكوت عنه مع صديقة مقربة أو مدير ذاك الشخص ولا تواجه مواقف خطيرة أو حساسة بمفردها، “عليها التحلي بالثقة ومواجهة تحرشات العمل بكل قوة وحزم، وتدافع عن حقها في معاملة راقية داخل مكان العمل حيث ثمة قواعد يجب أن تُتّبع وتُحترم”.

السابق
الحياة: حزب الله يشيع المزيد من الضحايا
التالي
مخيم سهل مرجعيون: زفاف لنازحَين