الحريري: توريط لبنان حرام

سعد الحريري

قال الرئيس سعد الحريري: “قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دليلا جديدا على المسار الخطير الذي يقود البلاد إليه، والذي يريد له أن يتخطى حدود لبنان، ليطاول المشرق العربي برمته من فلسطين الى سوريا وكل بلدان المنطقة. ويبدو ان السيد حسن قد بذل مجهودا خطابيا كبيرا لتبرير الانخراط في هذا المسار وتجميل الاهداف السياسية لمشاركة مقاتلي “حزب الله” في الحرب السورية، وهو اظهر براعة في استخدام آلام الجرحى والمصابين في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، لتغطية هذه المشاركة وابتداع الأسباب الموجبة لقتاله الدائر ضد قطاع كبير من الشعب السوري”.

ورد الحريري على خطاب حسن نصرالله: “ان السيد حسن لم يكن موفقا ولم تحالفه البلاغة في إسقاط الجرائم التي يشارك حزبه في ارتكابها في سوريا، على “تيار المستقبل” وادعائه ان التيار يرسل المقاتلين ويدفن القتلى في الاراضي السورية. ان اقل ما يمكن ان يقال في هذا الكلام انه كلام من انتاج مخيلة السيد حسن نصرالله، ولا مكان له على الاطلاق في مراتب الصدق والحقيقة. واذا كان السيد حسن يريد ان يرمي التهم جزافا بداعي البحث عن شركاء له في الجرائم التي تستهدف الشعب السوري، فإننا نقول له ان يفتش عن اهداف اخرى غير “تيار المستقبل”. لقد أعلنا منذ اللحظة الاولى لاندلاع الثورة السورية تضامننا الكامل مع حقوق هذا الشعب وتضحياته، ولم نخف في يوم من الايام موقفنا السياسي الذي نتمسك به حتى هذه اللحظة، اما ان نكون قد نظمنا او ارسلنا فردا واحدا للقتال داخل سوريا، فهو ادعاء يرقى الى حدود التلفيق والتضليل.

وتابع: “على اي حال فان اوجه التضليل في خطاب السيد حسن لم تقتصر على هذا الامر، بل هي تعمقت في تحديد الأسباب التي حملته على اتخاذ قرار المشاركة في الحرب السورية، وإعلانه صراحة انه وجد بنتيجة المتابعة والمواكبة، وجوب المشاركة في الحرب، ليس دفاعا عن سوريا فحسب انما للدفاع عن لبنان والدولة والسيادة والاقتصاد، والسؤال البديهي الذي يطرح في هذا المجال؛ من هي الجهة التي كلفت السيد حسن بالمتابعة والمواكبة، وهل طلب اجتماعا لمجلس الوزراء لسؤاله عن حاجة لبنان لخوض معركة الدفاع عن النفس فوق الاراضي السورية، وهل بادر الى سؤال رئيس الجمهورية عن رأيه بامكانية مشاركة الجيش اللبناني في معركة الدفاع عن لبنان؟”

وأضاف: “كعادته أراد السيد حسن نصرالله ان يختزل الدولة اللبنانية بمجلس شورى “حزب الله” وان يقدم دليلا جديدا على ان الدولة ومؤسساتها ورئاساتها وقواها المسلحة غير موجودة في قاموسه. لان السيد حسن يقرا قي قاموس واحد هو قاموس المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، الذي ذهب السيد حسن خصيصا للاجتماع اليه في طهران وعاد منها بفتوى المشاركة الى جانب بشار الاسد. وهوية الحزب وجنسيته ومرجعيته إيرانية بامتياز”.

واشار الى اصدار السيد حسن فتوى بتحريم اطلاق الرصاص في المناسبات: “فحبذا لو يقتنع باصدار فتوى بوقف استخدام السلاح. فهل اطلاق الرصاص على الشاب الجنوبي هاشم السلمان هو حلال؟ وهل اطلاق الرصاص على أطفال ونساء وشيوخ سوريا هو حلال؟ وهل صار القتال في شوارع القصير نوع من انواع المساهمة في بناء سوريا؟ لقد اعتقدنا لوهلة ان المجموعات المسلحة التي يتحدث السيد حسن نصرالله عن وجودها في مدينة القصير، تابعة لفرق العمل في جهاد البناء. وهي لم تشارك باطلاق رصاصة واحدة على المواطنين الابرياء!! هذا هو الحرام بعينه يا سيد حسن. حرام توريط لبنان وتعريض مصالح ابنائه للخطر وحرام الإصرار على مسار مجهول نهايته الخراب”.

وختم الحريري: “ومع كل ذلك، تريد حكومة فيها الثلث المعطل؟! وتريد من سائر اللبنانيين ان يرتاحوا لقرارك مواصلة حرب الدفاع عن نظام بشار الاسد؟!

السابق
قبيسي: هناك من يشارك في مؤامرة ضرب هيبة الدولة
التالي
نصر الله: الخطاب الطائفي سلاح الضعفاء..وما بعد القصير مثل ما قبله