بيضون:حزب الله يمنع إقرار الموازنة

رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله لم يأت بشيء جديد في خطابه الأخير،، لا بل كرر المكرر في مواقفه، في وقت كان ينتظر منه اللبنانيون ان يجيب عن الازمات التي أغرقتهم فيها حكومته في بحر من الفوضى الأمنية والمالية والمعيشية، وذلك بالترافق مع حالة من الفساد والصفقات والسمسرات لم يشهد لها لبنان أي مثيل، مشيرا الى ان السيد نصر الله لم يتطرق في خطابه الى موضوع الحكومة بسبب عدم امتلاكه ما يدافع به عن حكومة فاشلة اثبتت انها حكومة الفوضى والفساد وحكومة المتحالفين على تقاسم المغانم المالية والإدارية والمكاسب السياسية، خصوصا ان السيد نصر الله كان قد وعد اللبنانيين اثر تشكيل حكومته بأنه سيكون هناك تجربة حكم جديدة في لبنان تقدم مثالا مشرفا عن كيفية صناعة الدولة القوية، معتبرا بالتالي ان هذا الفشل في ادارة الدولة وشؤون المواطنين ناتج عن اعطاء «حزب الله» الاولوية لمشاريعه الاقليمية وارتباط السلاح بها وليس لقيام الدولة على اساس النزاهة والشفافية وحكم المؤسسات.

ولفت بيضون في حديث لـ «الأنباء» الى ان خطاب السيد نصر الله كان ايراني الشكل والمضمون ولم يحمل في طياته أي نكهة لبنانية ـ عربية، سواء لجهة تقييمه الوضعين السوري والبحريني او لجهة كلامه عن إعادة إعمار ما هدمته حرب يوليو 2006، معتبرا في هذا السياق أن السيد نصر الله تعمد تجاهل دور الدولة اللبنانية وحجم الاهتمام العربي بإعادة الاعمار، وذلك من خلال محاولته إيهام جماهيره بأن الدولة الإيرانية هي وحدها من تكفلت بإعادة إعمار الجنوب والضاحية، مشيرا بالارقام الى ان اعادة الاعمار بعد الحرب المذكورة اعلاه كلفت ما يقارب الملياري دولار اميركي، دفعت منها دول الخليج مليارا ومائتي مليون دولار ودفعت الدولة اللبنانية خمسمائة مليون مقابل ثلاثمائة مليون دفعتها ايران وسلمتها لـ «حزب الله» ،وليس للدولة، حيث وزعها على المحسوبين عليه وعلى حركة «أمل» كبدلات ايجار وتعويضات عن الاضرار، بمعنى آخر يؤكد بيضون أن مساهمة الدولة الإيرانية بإعادة الإعمار لم تتجاوز عمليا نسبة 15% من الكلفة العامة، ما يعني ان مساهمة الدولة اللبنانية كانت ضعف المساهمة الايرانية، في وقت تجاوزت فيه مساهمة دول الخليج العربي 55%، وهي ارقام مسجلة لمن يريد الاطلاع عليها في وزارة المالية ولدى رئاسة الحكومة.

وأكد بيضون في سياق رده بالأرقام، ان ما فات متلقي خطاب السيد نصر الله، هو أنه ليس المهم بناء 270 بناية في الضاحية الجنوبية بكلفة 400 مليون دولار (ودائما بحسب أرقام «حزب الله») إنما خسارة لبنان بالنمو الاقتصادي منذ الانقلاب على حكومة الرئيس الحريري أكثر من ملياري دولار سنويا ما يعني عمليا أنه حتى رحيل هذه الحكومة، فيما لو استمرت إلى حين اجراء الانتخابات النيابية في العام 2013، سيخسر لبنان ما يزيد عن 6 مليارات دولار، وهو ما يؤكد أن السيد نصر الله أشاد بـ «الوعد الجميل» وضرب عرض الحائط بما تسببت به حكومته من انهيار اقتصادي في البلاد نتيجة عجزها عن معالجة الملفات والازمات.

على صعيد آخر وردا على سؤال أعرب بيضون عن عدم اعتقاده أن يكون كلام الرئيس ميقاتي الذي أكد فيه أنه وزملاءه الوزراء يرفضون أن يصبحوا «مشكلة» البلاد، يحمل في خلفياته نية الاستقالة من الحكومة، وذلك لاعتباره ان الرئيس ميقاتي غير جاهز بعد للاستقالة انما حاول التعبير عن حجم الضغوطات التي يتعرض لها من قبل «حزب الله» والعماد عون سواء على المستوى الأمني لجهة حجبهما داتا الاتصالات عن التحقيق في محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أو على مستوى الحل لجهة الانفاق من خارج الموازنة والتعيينات الادارية وغيرها من الازمات العالقة، معتبرا من وجهة نظره أن المشكلة الأكبر التي تواجه الرئيس ميقاتي والتي ستستمر مع استمرار حكومته هي رفض «حزب الله» اقرار الموازنة كونها ستتضمن تمويل المحكمة الدولية، وهو السبب نفسه الذي من أجله تمنع الرئيس بري سابقا عن إحالة موازنات الرئيس السنيورة الى جلسة نيابية عامة لإقرارها.

أما على مستوى تعرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لهجمات اعلامية وسياسية من قبل العماد عون، ولفت بيضون الى ان جل ما يحاول الاخير القيام به هو رمي مسؤولية فشله على الرئيس سليمان لتبرئة نفسه من وعوده الاصلاحية للمسيحيين».  

السابق
اسرائيل تدرك ان اي حرب تشنها على لبنان لن تكون نزهة
التالي
لقمة اللبناني وتبادل الاتهامات