للمرة الأولى منذ توليه الوزارة، خرق الوزير كرامي الـ«بروتوكول» الذي يعتمده والمتعلق باستقبال ولقاء أبناء طرابلس والشمال كل يوم جمعة، ونزل الى بيروت منذ الصباح الباكر بعد ساعات قليلة من النوم، ليواصل محاولاته لإطفاء نار «الفتنة»، بدأها باجتماعات مع خيامي ومستشاريه وواصلها مع أبي رميا واتحاد كرة السلة وناديي «الرياضي» و«أنيبال» الى مرجعيات رياضية وسياسية وأمنية، انتهت الى نتيجة ايجابية أفضت الى إنهاء الأزمة، وبالتالي إقامة مباراة «الرياضي مع انيبال» في الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم بمشاركة اسماعيل أحمد وبحضور الجمهور.
وبعد ترجمة الحل رسمياً، قال كرامي لـنا: «بعد جهود كبيرة ليلا ونهاراً، نحمد الله على النتائج الايجابية التي أطفأت نار «الفتنة»، حيث انتصرت لغة العقل على ما عداها، وتجاوب الجميع للابتعاد عن المنزلقات الخطيرة جداً التي كانت تتراكم وتنتشر بشكل كبير مهددة السلم الأهلي».
وأضاف كرامي: «أتوجه بالشكر الكبير الى كل الذين شاركوا بايجاد الحل، وأهنئ الاتحاد على جرأته باعادة الأمور الى نصابها».
وفي التفاصيل، فقد عقد كرامي اجتماعاً مطولاً قبل الظهر في مكتبه بحضور أبي رميا وخيامي ومستشاريه، الى الأمين العام للاتحاد الآسيوي آغوب خاتشاريان، رئيس الاتحاد اللبناني جورج بركات ونائبيه الدكتور روبير ابي عبد الله جودت شاكر والأعضاء نادر بسما ونزار رواس وفادي تابت ومارون جبرايل وياسر الحاج وهادي غمراوي، ورئيس النادي الرياضي هشام جارودي ونائب رئيس أنيبال ميشال زرزور.
تناقش المجتمعون لايجاد حل للمشكلة، وبرزت آراء متضاربة كادت «تفركش» الاجتماع (لن ندخل بالأمور السلبية)، لكن كرامي أصر على ايجاد الحل السريع لأن الوضع خطير جداً، متمنياً على الاتحاد تأجيل المباراة التي كانت مقررة مساء أمس، في «سنتر دمرجيان» بلا جمهور، على أن تقام بعد ظهر اليوم على ملعب الرياضي بحضور الجمهور والغاء قرار ايقاف اسماعيل أحمد بعد ان يقدم اعتذاراً علنيا، معلناً عن سعيه لدى الجهات الأمنية لاتخاذ القرار المناسب حول حضور الجمهور.
وبعد مداولات مختلفة الاتجاهات، تم التوافق على طلب كرامي وتوجه رئيس واعضاء الاتحاد الى مقر «أنطوان شويري»، في وقت طلب فيه جارودي من اسماعيل أحمد التوجه الى المقر وتقديم الاعتذار، وهذا ما حصل، ثم واصل الاتحاد اجتماعه وصدر عنه البيان التالي:
يشكر الاتحاد اللبناني لكرة السلة المساعي الحثيثة والمشكورة التي تولاها وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ورئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية سيمون ابي رميا والتواصل مع العديد من الفعاليات والمرجعيات الرياضية وذلك خلال اللقاء الذي تم في الوزارة مع كافة الافرقاء والتي اثمرت على تمني من الوزير يقضي بما يلي:
أولاً: بناء لرغبة الوزير واحتراماً لتمنياته، تنقل مباراة النادي الرياضي بيروت وأنيبال زحلة المقررة «اليوم الجمعة 4 ايار 2012 « على ملعب الانترانيك الى يوم السبت 5 ايار الساعة 16:00 بعد الظهر في قاعة صائب سلام في المنارة.
ثانياً: بخصوص موضوع الجمهور، سيتولّى الوزير كرامي بالتنسيق مع الاتحاد والجهات الامنية اتخاذ القرار المناسب والذي يشكل عامل طمأنينة واستقرار للجميع ويحافظ على الروح الرياضية.
ثالثاُ: بعد الزيارة التي قام بها اللاعب اسماعيل احمد الى مقر الاتحاد بعد ظهر الجمعة وقدّم اعتذاره الى أعضاء الاتحاد وخاصة الى مارون جبرايل حيث اكد انه يكن كل محبة واحترام لكرة السلة والاندية اللبنانية وهو لا يضمر الا الخير لكل الوسط السلوي، فتقرّر اعفاءه من عقوبة التوقيف والسماح له بالمشاركة مع فريقه السبت لما بدر منه من تصرّف رياضي خلوق ومميّز.
رابعاً: تبدأ أولى المباريات النهائية الاحد 6 ايار عند الساعة السادسة مساءً، ويكون الجمهور فيها كاملاً للفريق المضيف وذلك في كل المباريات النهائية (يحدد عدد الفريق الضيف بـ19 لاعباً وفنياً و7 اداريين على المنصة الرسمية).
خامساً: يطلب الاتحاد اللبناني من الاندية الكريمة التعالي والترفّع والعمل معاً بروح رياضية من اجل تنافس شريف تكون فيها الغلبة للأكفأ.
وهكذا، انطفأت «نار الفتنة»، على أمل عدم تجددها، وسينزل الفريقان الى أرض الملعب اليوم، الرياضي لمواصلة مشوار دفاعه عن لقبه، وأنيبال للوصول الى الدور النهائي للمرة الأولى في تاريخه. بينما تراجع الأعضاء الخمسة عن قرار تجميد عضويتهم في الاتحاد.
