الجنوب: زراعة الحمضيات تنحسر لصالح الموز ومشاريع البناء

 يخشى العاملون في قطاع الحمضيات من ارتدادات كبيرة ستنتج عن هبوط الاسعار وكساد الموسم الحالي.
ويتخوف المزارعون والضمانون وتجار الجملة فضلاً عن غالبية المصدرين في الجنوب من استمرار التعثر في قطاع الحمضيات، الذي تتراجع زراعته بشكل لافت لصالح زراعة الموز ومشاريع البناء، ما يهدد بتفاقم ازمة القطاع الذي يشكل واحدا من اعمدة الزراعات المتركزة على الساحل، وفي بعض المرتفعات في صور وصيدا والزهراني على وجه التحديد.
ويجمع المزارعون ان بداية موسم الحمضيات (ابو صرة وكلمنتين) تبدو سيئة للغاية، بعدما تدنى سعر صندوق هذين الصنفين الى اقل من سبعة آلاف ليرة لبنانية كمعدل وسطي، بينما بلغت كلفة ضمانه اكثر من تسعة آلاف ليرة لبنانية يضاف اليها اجور العمال والنقل وغيرهما.
ويعيد المزارعون والعاملون في القطاع اسباب انخفاض أسعار موسم الحمضيات، التي لم يسجل مثيل لها منذ العام 2005، الذي تزامن مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى مشاكل التصدير وكثرة الانتاج في لبنان والدول المجاورة المنتجة للحمضيات (سوريا ـ مصر ـ تركيا وفلسطين) إضافة إلى تدني قيمة دعم الصادرات الذي تقدمه «ايدال» البالغة عشرة دولارات لكل طن.
وفي هذا المجال، يصف المزارع عماد موسى الموسم الحالي بـ«الكارثي»، ويقول ضمنت هذا العام حوالي خمسة وعشرين الف صندوق، على اساس سعر تسعة الاف ليرة، ولكن الاسعار بدأت منخفضة جدا هذا الموسم، بحيث وصل سعر الصندوق الوسطي الذي يحتوي على حوالي عشرين كيلو غرام الى سبعة او ثمانية آلاف ليرة.
ويؤكد أن قيمة اجمالي الانتاج لا تساوي ما نسبته اربعين في المئة من قيمة المبالغ المدفوعة للكميات المنتجة حتى الان.
وعن الحل لانقاذ الموسم، يلفت موسى الى ان المطلوب من الدولة ممثلة بوزارتي الزراعة والاقتصاد العمل الجاد لتأمين الاسواق ورفع مساهمة «ايدال» في دعم الصادرات والعمل على خفض كلفة الانتاج عبر ضبط اسعار مواد الرش والتسميد.
مشيرا في هذا السياق الى المنافسة الخارجية للحمضيات اللبنانية من عدد من الدول المجاورة، التي تصدر انتاجها الى الخليج العربي.
من جهته، يحذر المزارع علي ضاهر من انعكاس الموسم الحالي السيئ على القطاع برمته، ويقول ان الخسائر التي سيولدها موسم الحمضيات هذا العام يتوقع ان تنتج عنه مشاكل اضافية لدى المزارعين، خصوصاً أولئك الذين «استدانوا» على الموسم من المؤسسات الزراعية والبنوك.
وتابع «تصور لو أن صندوق الحمضيات الواحد، ولا سيما الكلمنتين الذي كان يباع في مثل هذه الايام بثلاثين الف ليرة واكثر، يباع حاليا بأقل من عشرة الاف، هذا في حال وجد سوقا له، وهو بالتالي لا يرد ثمانين في المئة من سعر كلفته».
كما عكس تدني الاسعار نفسه على تجار سوق الجملة، الذين يأخذون عمولة تصل لحوالى العشرة في المئة من المزارعين واصحاب الانتاج. وفي هذا الصدد، يقول احد اصحاب محلات سوق الجملة في صور فادي غزيل أن انخفاض الاسعار الحاد يرتد بدوره علينا، كوننا نتـــقاضى عمـولة وعندما تهبط الاسعار تهبط العمولة الثابتة والمعمول بها.
ويضيف غزيل ان العوامل الكامنة وراء تراجع اسعار منتجات حمضيات الموسم الحالي تعود الى عزوف اصحاب معامل التوضيب عن شراء الانتاج من الجنوب، والاستعاضة عنه بشراء انتاج حمضيات الشمال، كون معظم معامل التوضيب موجودة هناك من ناحية، ونظراً لكون كلفة اليد العاملة المتوفرة شمالا أرخص من ناحية ثانية. هذا علاوة على وفرة الانتاج الكبيرة في الجنوب وتراجع حجم الموسم.
كذلك، يشير احد تجار الجملة جمال عون الى تراجع طلب المصدرين «المعامل» للحمضيات من الجنوب. ويعزو عون ذلك الى شراء المصدرين حمضيات الشمال، اضافة الى وفرة الانتاج في الدول المجاورة مثل سوريا ومصر وتركيا والضفة الغربية في فلسطين التي تغرق الاسواق الخليجية والعالمية.
 

السابق
أميركا ترصد مساعدات لتطوير منظومات دفاعية ضد صواريخ حزب الله وإيران
التالي
صيدا: عرض مسرحية اعترض عليها الإسلاميون