الأنباء: جنبلاط يشكّل كابحاً «للكيديين» في حكومة ميقاتي ويعيد العلاقات مع حمادة

 قالت أوساط لبنانية مطلعة لـ «الأنباء» ان الرئيس الحريري تجاوز مرحلة الانقلاب عليه مطلع العام الحالي وان هذا ما أسس المصالحة بينه وبين جنبلاط الحريص على افضل العلاقات مع الحريري ومع تيار المستقبل.

وتلفت الأوساط الى ان جنبلاط والحريري لن يؤسسا أقله في المدى المنظور لتحالف ثنائي، لكنهما سيعيدان التواصل القوي خدمة لقضايا لبنان والجبل، وتعزيزا للوحدة الوطنية والعيش المشترك الى جانب صون حسن العلاقات.

وترى الأوساط ان جنبلاط سيتمكن بذلك من تقريب وجهات النظر بين الحريري والسيد حسن نصرالله في كل الأوضاع ولاسيما حين تهب العواصف.

وترى الأوساط ان جنبلاط أوضح مواقفه من مجمل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية وانه انطلق من معادلة العدالة والاستقرار.

غير ان الأوساط تشدد على ان جنبلاط لن يقف الى جانب مسار أكثري سيفضي بلبنان وحكومته الى الاصطدام بالمحكمة الخاصة بلبنان وبالتالي المجتمع الدولي.

وحسب الأوساط فإن جنبلاط قد يصل الى حد التصويت في مجلسي الوزراء والنواب مع تمويل المحكمة وهو سيقف ضد أي اتجاه رسمي لبناني لإلغاء البروتوكول الموقّع بين السلطات اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة عام 2005.

ولا تستبعد الأوساط كذلك ان يقف جنبلاط ضد اي كيدية تعيد اللبنانيين بالذاكرة الى عهد الرئيس لحود وإلى الممارسات في ظل حكومة الرئيس سليم الحص.

من هنا ترجح الأوساط ان يقف جنبلاط ضد اي توجه لعزل عبدالمنعم يوسف في أقل تقدير او اللواء أشرف ريفي في حالة متقدمة.

وتلفت الأوساط الى ان جنبلاط يرتب مواقفه ومساره انطلاقا من قراءته للتطورات والضرورات الوطنية ولما يجب الإقدام عليه في ظل الظروف الراهنة محليا وإقليميا حيث يستمر جنبلاط في حرصه على أولويتين تنطلقان من تفادي الاصطدام المذهبي في اي اتجاه.

وتشير الى ان جنبلاط أوضح مواقفه بكل دقة وعلى طريقته من مجمل القضايا الوطنية والإقليمية والاستراتيجية وقد بادر باتجاه سورية وحزب الله حتى وصلت الأمور الى حد انفصاله عن حلفائه فدعم تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة وأمن تغطية الأكثرية الجديدة مع ما له على هذا التحالف من ملاحظات بالجملة والمفرق.

وتعتبر الأوساط ان جنبلاط حدد موقفه من العدالة والحقيقة ومسار المحكمة وكيف يتفادى اللبنانيون ما يحاك وما قد تحمله التطورات ضدهم في كل الاتجاهات.

الا ان جنبلاط يدرك حساسية الموقف من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تتركه التطورات لدى مؤيدي تيار المستقبل وأبناء الطائفة السنية كذلك في أوساط 14 آذار وسائر الرأي العام اللبناني.

جنبلاط وحمادة

وتشير الأوساط الى انه أعيد ترتيب العلاقة بين جنبلاط والنائب مروان حمادة بعد تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة فقد التلقى حمادة وتيمور جنبلاط في باريس وفي بعض المناسبات في لبنان تمهيدا للقاء عقد بين حمادة ووليد جنبلاط.

وترى الأوساط ان العلاقة بين جنبلاط والنواب المسيحيين الذين وقفوا ضد تكليف ميقاتي ليست سيئة على الاطلاق، مع انه لم يعقد اي لقاء بين جنبلاط وأي منهم.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط استاء مما أقدم عليه النظام السوري في توريط الدروز السوريين في مواجهة الثوار السوريين فكانت مواقفه الأخيرة من الواقع السوري.

جدير ذكره ان جنبلاط يتوجه الى سورية وعمقها الوطني والدرزي من ضهر الأحمر وانه يختار حاصبيا وخلوات البياضة للتوجه الى دروز فلسطين، وانه بات يدرك ان المعادلة السورية تتجه الى نهايتها وان النظام لن يتراجع وان المعارضة لم يعد أمامها من خيار إلا الذهاب الى الآخر في ثورتها.

وتشير الأوساط الى ان المجتمع الدولي يتخذ مواقف من النظام السوري لكن ذلك لم يرتد بعد اي طابع جدي وعملاني وفعال. وتعرب الأوساط عن خشيتها مما قد يلجأ اليه النظام السوري في الداخل اللبناني بقدر ما يزداد احراجا وتورطا ضد شعبه مما يزيد من احتمال وقوع اعمال أمنية بأشكال مختلفة.

وتوضح الأوساط ان هذا الوضع المقلق في سورية وما قد يتركه من تداعيات سلبية على لبنان والمنطقة هما اللذان يقفان وراء تحركات جنبلاط المكوكية في الخارج للإسهام في ولادة حل يقي الجميع من شر ما قد تحمله الأيام الطالعة.

وتستبعد الأوساط ان يذهب حزب الله الى اي خيارات معقدة للدفاع عن النظام السوري الا توجيه الرسائل من بوابة اليونيفيل او الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. 

السابق
مصادر لـ«الأنباء»:عودة الحريري ليست مرتبطة بالأوضاع السورية
التالي
معلومات لـ «الأنباء»: جنبلاط في جدة حيث الحريري وكلام عن معادلة «س. ت» لمعالجة الأمور السورية واللبنانية