نظام الأسد بداية النهاية

تنبئ تطورات المنطقة العربية أن عهد الانظمة المؤبدة قد زال، وان زمن التغيير بدأ خطواته الاولى في انتظار تبلور صورة هذا التغيير الذي، على ايجابياته الكثيرة، لا بد وان يشهد انتكاسات او جنوحا الى ديكتاتوريات بديلة في بلد او في آخر.
لكن الأكيد ان عهد الديكتاتوريات الحالية ولّى الى غير رجعة، وها هو الرئيس اليمني يغادر طلبا للعلاج في السعودية وقد لا يعود الى بلاده، وها هو الرئيس الليبي على وشك النهاية المأسوية، اما الأكثر قربا والتصاقا بنا فهو النظام السوري الذي رجحت مصادر ومعلومات في الاسابيع الاخيرة انه مستمر لكونه حاجة اقليمية وعنصر اطمئنان لدولة اسرائيل ولحدودها، لكن الوقائع المتتالية تشير الى ان تفككه صار امرا محتوما، اذ لا يمكن لنظام، اياً يكن، ان يستمر في قتل مواطنيه، ولا يمكنه ان يسجنهم جميعا، ولا ان ينفيهم، بل ان يرضخ في نهاية الامر لرياح التغيير التي عصفت في كل الدول العربية والتي قد تشهد محطات اخرى تسقط معها رؤوس اضافية.

إن الاشارات السورية تباعا بأن النظام لن يستسلم تعني، انه شعر بدنو أجله، وان نهايته صارت قريبة، فأعلن انه سيحارب، وسيقاوم شعبه هذه المرة.
إن تكرار رسائل النظام البعثي بعدم الاستسلام والتسليم، بعد "نجاحه" القياسي في خسارة حلفائه الداعمين اي فرنسا وتركيا وقطر في مدة قياسية، اضافة الى استعداء السعودية والامارات والكويت والبحرين ومصر، وتخلي "حماس" عنه، واتهامه لبنان والاردن بتحريك "التمرد" في الداخل السوري، يؤكد ان الرئيس السوري، والفريق الامني الحاكم من حوله، تحسسا خطورة الوضع، بعكس اعلانات وزير الخارجية وليد المعلم الذي كان اعلن ان الثورات لن تطال سوريا، وهو، أكان مقتنعا ام لا، فهو مجبر على ترداد تلك العبارات امام الرأي العام الداخلي والخارجي، وهو اذا ما استمر في ذلك سيذكرنا حتما بوزير الاعلام في النظام العراقي السابق عندما كان يتحدث عن "العلوج" الذين سيسقطون على ابواب بغداد، فإذا به مع سيده يفتشان عن حفرة يختبئان فيها. وتحسسا بالخطر نفسه، اعلن الامين العام في "حزب الله" ان كل تقسيم في سوريا سينتقل حتما الى السعودية، ليحث الاخيرة ومعها دول الخليج العربي على الوقوف الى جانب الرئيس الاسد وانقاذ نظامه الحليف للحزب.

صحيح ان "شظايا" التغيير السوري قد تطال لبنان، كما يحاول البعض الترويج له لتخويفنا، لكن الصحيح ايضا اننا طلبنا ثورة تغيير وقمنا بها في العام 2005، وهي إن جاءت منقوصة، وبُترت في ما بعد من اهلها، او من بعض مكوناتها، إلا انها شكلت شرارة تغيير لكل المنطقة العربية، وبالتالي لا يمكننا اليوم ان نناقض ما كنا ذهبنا اليه، فلا ندفع وندافع عن كل ثورة عربية، ولا ندعو الى التغيير الايجابي من دون تدخل مباشر منا، وكيف لا نفعل خصوصا اذا كان التغيير الحالي يطال سوريا وحزبها البعثي – الذي سبق النظام في الموت السريري – خصوصا اننا عانينا كثيرا من ويلات النظام والحزب معا، وكان الشعار المرفوع دائما مساعدة لبنان ولو غصباً عنه.

السابق
ردّ من النائب زياد اسود
التالي
لدغته الثعابين