باسيل «يُعتّم» قصر بري في «المصيلح» ..معمل الزهراني بلا مازوت!

معمل الزهراني بلا مازوت

في آب من العام 2018 انفجرت ازمة سياسية بين “التيار الوطني الحر” و”حركة امل” على خلفية ملف إستقدام الباخرات من أجل توليد الكهرباء.

وتلطت “حركة امل” في قرارها الغريب وقتها وراء رفض أهالي منطقة الزهراني أن ترسو الباخرة التركية الثالثة في مرفأ الزهراني، والتي كان يُفترض أن تغذي مناطق واسعة من الجنوب بالتيار الكهربائي مجاناً لمدة ثلاثة أشهر، معتبرين أنها ستتسبّب بتلوث يطال بحر المنطقة وهوائها، لترسو الباخرة  اخيراً في منطقة الذوق في كسروان.

وقيل وقتها ايضاً ان اسم الباخرة “عائشة غل” ورفضها “الثنائي الشيعي” لهذا السبب، وخرج وقتها وزير الطاقة سيزار ابي خليل ليتهم “الثنائي” بأن الرفض اتى على خلفية طائفية وبسبب الاسم.

إقرأ أيضاً: فضيحتان جديدتان لوزير الصحة.. لقاحات غير معتمدة ولجان للتلقيح بـ«الكيلو»!

وتذرعت حركة امل وقتها في بيانها ان “الباخرة ظاهرها مجاني لثلاثة أشهر، والحقيقة هي كلفة باهظة على اللبنانيين لثلاثة سنوات، ولأنها ستعمل على تعطيل إنشاء معمل جديد في الزهراني”.

اعلان الخبر عبر قناة بري

واليوم وما اشبهه بالامس، حيث انفردت قناة الـ NBN وهي التابعة للرئيس نبيه بري و”حركة امل” بإعلان إطفاء معمل الزهراني الكهربائي بالكامل بسبب نفاذ المازوت. ولفتت معلومات القناة الى أن باخرة الفيول موجودة، ولكنها لم تزود معمل الزهراني بسبب خلاف على اختبار المواصفات بين مؤسسة كهرباء لبنان ومديرية النفط.

“قلوب مليانة”

ويقود هذا الكلام والتقديم السابق الى استنتاج بسيط ان الخلاف بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل، مستمر منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في العام 2016 ورفض بري لهذا الانتخاب وهو يتكرس يومياً كلما شعر باسيل بانتهاء ولاية عمه الرئاسية.

وامس ومع تفشيل باسيل لمبادرة بري التي سميت بالثلاث ثمانات، جاء اليوم الدور على الكهرباء ولتعتيم قصر المصيلح حيث يعيش بري خلال تواجده في الجنوب.

ويتغذى المصيلح من محطة خاصة من معمل الزهراني، وهذا يؤكد اشتداد حدة الكباش وبالتالي سيرد بري لباسيل الصاع صاعين وسيضرب بقسوة مجلسياً في الجلسة النيابية غداً!

معمل الزهراني ونفوذ “أمل”

ومع مرور الايام صار معمل الزهراني لتوليد الطاقة الحرارية جزءاً من مراكز نفوذ «أمل». داخل المعمل، حظي الحركيون بالنصيب الأكبر من التوظيفات، لدرجة أن صور بعض مسؤوليه علقت على مدخله. أما خارجه، فالطاقة المستقرة كانت لقصر المصيلح، حتى بعد انقطاع بري شبه الدائم عنه منذ سنوات طويلة.

رمزية المصيلح

ولقصر المصيلح رمزية شعبية وسياسية وهو يمثل “محجة” للجنوبيين من انصار بري و”حركة امل”. وتلة المصيلح اشتراها بري من صديق متمول في العام 1992 عندما انتخب نائباً عن قضاء الزهراني، والصديق نصحه بذلك لكون التلة مشرفة على البحر وقرى الزهراني وصيدا والنبطية، وهي تقع على مدخل الجنوب، وفي نقطة وسطية بين صيدا وصور.

ويشتهر قصر المصيلح  واقامة بري الجنوبية، بحديقته الكبيرة وقاعة ادهم خنجر التي يخصصها بري للمناسبة والاحتفالات، اما مكتبه فيخصص للمراجعات والخدمات ويتولى إدارته اليوم النائب هاني قبيسي وهو كان يتولى هذا المنصب قبل انتخابه نائباً.    

الكهرباء لا تغيب عن قصر بري

وللمصيلح واضاءته قصة مع حراك 17 تشرين الاول عندما اعتصم على كفرمان في ايار من العام 2020 احتجاجاً على التقنين القاسي.

ووقتها استذكر الحراك، الشباب الذين لقوا حتفهم على أوتوستراد الزهراني ــــ النبطية بحوادث سير، أحد أسبابها الظلام الدامس وتعطل أعمدة الإنارة، باستثناء المقطع الموازي لقصر المصيلح. وبعد الاعتصام كتب احد الناشطين جملة صارت “تراند”، وعرضته للكثير من التهديدات وهي «طفّوا إدّام بيت بري وضوّوا بيوت الناس».

بري في المصيلح
بري في المصيلح
السابق
تغريدة نارية لجنبلاط بوجه المحور المُعاقب: اي نوع من الالغام تحول دون تشكيل الوزارة؟
التالي
«تأنيب وقمع من رؤساء الدول لسياسيي لبنان».. وزير «الإشتراكي» يُحذّر!