الاخبار: الحكومة أمام الاختبار الأخير: البحث عن مقوّمات بقائها

تكثفت الاتصالات بين مكونات الحكومة ورئيسها للملمة شملها قبل جلسة الأربعاء المقبل لإعطائها فرصة، ربما تكون الأخيرة، لتعمل، على ما أكد الوزير جبران باسيل، فيما يقترب موعد

بعد الهزة التي أصابت الحكومة في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، ومهاجمتها من كل أطيافها، لكن كل من رؤيته لها ولأدائها المتعثّر وأسبابه، علمت «الأخبار» أن حركة اتصالات واجتماعات كثيفة بدأت منذ يوم الجمعة الفائت وتواصلت طوال نهاية الأسبوع للبحث في إمكان معالجة الوضع الحكومي. ونفت مصادر معنية المعلومات التي تحدثت عن اجتماعات وزارية موسعة عقدت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم الجمعة الماضي، فيما أكدت معلومات «الأخبار» أن اجتماعات ثنائية عقدها خلال الأيام الماضية وزير الطاقة والمياه جبران باسيل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني بشارة الراعي وحركة «أمل» و«حزب الله» وآخرين، للبحث بشأن الموضوع الحكومي. وإذا توصلت الاجتماعات الثنائية الى خلاصة ما، فستشهد الساعات والأيام المقبلة اجتماعات موسعة مع ميقاتي وأطراف آخرين من «أجل درس مقومات استمرار الحكومة وما هو المطلوب لتأمين إنتاجيتها وفعاليتها، أو عدم جدوى بقائها».
وكان باسيل قد أمل خلال خلوة لهيئة قضاء البترون في «التيار الوطني الحر» أن «نعطي فرصة حقيقية ويمكن أخيرة»، للحكومة، لأنها «بالمعطيات الموجودة ما زال بإمكانها القيام بشيء في الأمن والاقتصاد والمال والإدارة».
من جهته، أكد الرئيس ميقاتي أن الحكومة مستمرة نتيجة «ثقة مجلس النواب وثقة غالبية الشعب اللبناني بها، وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة». وأعرب بعد تعزيته الرئيس حسين الحسيني بوفاة عقيلته، في شمسطار، عن قناعته «بأن العلة ليست في هذه الحكومة بالذات، بل في مكان آخر، وينبغي علينا أن نصارح بعضنا، لكي نستطيع أن نستمر في تحقيق الاستقرار والسلام في لبنان».

مذكرة «14 آذار» لم تنته

وفي موزاة ذلك، ينتظر أن تشهد الأيام الفاصلة عن 11 حزيران، الذي حدده رئيس الجمهورية ميشال سليمان موعداً لطاولة الحوار، اتصالات كثيفة ولا سيما بين مكونات المعارضة لاتخاذ موقف موحد من الدعوة.
وعلمنا من مصادر الأمانة العامة لـ«قوى 14 آذار» أن هذه القوى «لم تنته بعد من إعداد المذكرة التي اتفقت «مجتمعة» على رفعها الى الرئيس سليمان»، مشيرة إلى أن المذكرة التي لم تكتمل عناصرها ستتضمن «رؤية المعارضة لإنقاذ لبنان»، وستكون جاهزة خلال الأيام القليلة المقبلة لرفعها قبل 11 حزيران الجاري.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل أننا «نريد الحوار باباً لتغيير هذه الحكومة لا لتعويمها». ودعا «الى مؤتمر وطني يضع حداً لأي نوع من الإجحاف ويخرج لبنان من منطق الدولة العاجزة والضعيفة».

جنبلاط: لا نمشي بالفراغ

في المقابل، أكد رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط خلال لقائه الجالية اللبنانية في الكويت، أنه «من المؤيدين للحوار دون وضع شروط مسبقة»، معتبراً أنه «لا يمكن الوصول الى أي حل بالقوة، ومن يعتقد أن القوة هي الحل فهو مجنون». ولفت إلى أن «حزب الله من أهل الدار ويمثل طائفة كبيرة وعريقة في لبنان وهي الطائفة الشيعية، وأي موضوع خلافي مع الحزب أو حول السلاح لا بد أن يعالج بالحوار». وأكد أن استقالة الحكومة ستحدث فراغاً خطراً «ومن الصعوبة أن نمشي في مثل هذا الفراغ».
من جهته، ناشد البطريرك الراعي «الضمير الوطني لدى السياسيين اللبنانيين، لكي يتحلّوا بالشجاعة والتجرّد وروح المسؤوليّة التاريخية، فيجلسوا إلى طاولة الحوار الوطني»، محذراً من «أن الأوضاع السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة تُنذر بأوخم النتائج».

جولة سليمان

على صعيد آخر، في إطار جولته العربية، زار الرئيس سليمان أمس الكويت لبضع ساعات، حيث التقى أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الصباح وكبار المسؤولين. وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً. وأوضح سليمان «بعض الإشكالات التي تحصل، كالخروق وتوقيف بعض المواطنين اللبنانيين وخطف أحد عشر لبنانياً من قبل مسلحين قرب حلب»، طالباً إمكان التدخل والمساعدة لإطلاقهم، والدعوة التي وجهها الى انعقاد هيئة الحوار الوطني من أجل مناقشة المسائل المطروحة وإبقاء الساحة الداخلية في دائرة الاستقرار الأمني بما يعزز السلم الأهلي وتحصينه.
كذلك أشار سليمان الى جهوزية لبنان الرسمي والشعبي لاستقبال السياح والمصطافين الكويتيين واحتضانهم والسهر على أمنهم وحريتهم. ورحّب الصباح بسليمان، مبدياً استعداد الكويت للمساعدة الدائمة والتجاوب مع ما يطلبه لبنان. وعاد سليمان مساء إلى بيروت.

«المستقبل»: نصر الله ينعى الطائف

من جهة أخرى، ردت كتلة «المستقبل» عبر نوابها على دعوة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الى مؤتمر وطني تأسيسي. واعتبر النائب عمار حوري أنها تجاوز لدعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، ونعي لاتفاق الطائف وللدستور اللبناني، فيما رأى النائب هادي حبيش أن «ما يطرحه نصر الله بمثابة فتح باب على تعديلات دستورية بوضع فريق سياسي في البلد أقوى من كل الفرقاء السياسيين».

إطلاق مخطوفين

أمنياً، أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـــ السوري نصري خوري أنه سلّم مكتب التنسيق العسكري التابع للجيش اللبناني، المخطوفَين اللبنانيين: محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، على نقطة المصنع الحدودية.
وكان الأمين العام لـ«الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد قد أعلن أول من أمس في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس، أنه سيطلق سراح المخطوفين «بعد وساطة قام بها الحزب مع المسؤولين السوريين بناءً على طلب النائب السابق طلال المرعبي».
إلى ذلك، عثر على جثة المواطن عدنان حسين محمد في النهر الكبير. ولم تتضح ملابسات الحادث. من جهة أخرى، جدد عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي حملته على الجيش اللبناني. ورأى في حديث الى الـ«BBC» أن «هناك استخداماً للمؤسسة العسكرية من أجل توتير الأمور» في الشمال. وقال: «لدينا ثقة بالمؤسسة العسكرية كمؤسسة، ولكن يبدو أن القيادة لديها أجندة معينة، ويجب مصادرة سلاح أي جندي في المؤسسة العسكرية يطلق النار»، واتهم «حزب الله» بالسيطرة «على الجيش اللبناني بأسره، وقيادة الجيش تتبع التعليمات التي تتلقاها».  

السابق
عناصر أمنية متخفية!!
التالي
عن المقاوم سيمون (عفيف دياب)