عن الذكريات التي نربطها بأبطال سريّين… وائل كفوري مثلا

وائل كفوري
هي لحظات لا يمكن استعادتها. أذكر المسلسل أو الأغنية أو اللقاء... وأبتسم فقط. دون أن أعرف كيف أفسر أنّ المسلسل ما عاد مجرّد مسلسل تلفزيوني، وأنّ الأغنية باتت جزءاً من انتفاضتي الموسيقية الأولى، وباتت تلك المشاهد جزءًا من الأحداث التي صنعتني.

“ناس منتلاقى فيهن / مننساهن بعد الملقى / وناس منتلاقى فيهن / بتعزّ علينا الفرقة / وناس منترافق عَ دروب / نحنا ويّاهن مندوب”. هذا مقطع من أغنية لوائل كفوري بعنوان: “حكم القلب”.
لكن هناك “ناس” لم يتحدّث عنهم وائل في هذه الأغنية الرومانسية الحزينة. وهو واحد منهم. هؤلاء الناس هم الذين يشاركوننا حياتنا دون علمهم بذلك. نصنع معهم ذكريات الحبّ الأوّل أو الأخير. نصنع معهم لحظات الحبّ والحنين والغضب والحزن. نشعر أنّنا نعرفهم منذ سنوات وأنّهم جزء من ذاكرتنا، من دون أن يدري أحد منهم ذلك.

إقرأ أيضاً: هكذا وقعت شيرين عبد الوهاب أرضاً بسبب عاصي الحلاني!
وائل كفوريوائل كفوري واحد من هؤلاء. أعرفه منذ أكثر من عشرين عاماً. أذكر كيف طلبتُ من والدي أن يصطحبني إلى واحدة من حفلاته بعد نجاحه في “استوديو الفن”. وكيف اعترض والدي صائحاً بوجهي: “أنا الشيخ إمام ما حضرته لمّا زار لبنان”. أيّامها انتفضت على الشيخ إمام وعلى ذوق والدي الموسيقي، وتحديدا أغنية “حلّوا المراكب وفاتوني” التي سبّبت لي بكآبة استمرّت فترة طويلة.
لا أخفي أنّ قلبي لا زال يعتصر حزناً كلّما تذكرت تلك الأغنية. لم يبقَ وائل مجرد فنان صاعد أو نجم غنائي بل تحوّل إلى شريك في انتفاضتي الموسيقية الأولى… وأكثر. كان الفنان الأوّل الذي أحببت. مثله مثل كثيرين ألتقي بهم فأشعر برغبة عارمة في شكرهم على لحظات جميلة عشتها بسببهم.
هكذا شعرت عندما التقيت الممثل والمخرج رامي حنّا وشقيقته الكاتبة السورية ريم حنا. أردت قول كلمات كثيرة تصف اللحظات الجميلة التي أذكرها بابتسامة كلّما شاهدت أو تحدّثت عن مسلسل “الفصول الأربعة”.
رامي حنّاطبعا لم أقل كلمة واحدة. شعرتُ بامتنان لم أعرف كيف أعبّر عنه. خصوصاً أنّ الذكرى غالية جداّ على قلبي. هي ذكرياتي مع والدتي التي تركتني باكراً ورحلت إلى مكان آخر. كنّا نستمتع بمشاهدة المسلسل أنا وهي سويّاً. هي لحظات لا يمكن استعادتها. أذكر المسلسل وأبتسم فقط. دون أن أعرف كيف أفسر أنّ المسلسل ما عاد مجرّد مسلسل تلفزيوني، بل باتت مشاهده جزءًا من ذكرياتي إلى جانب أمي.

هذا النوع من العلاقات هو الأكثر تعقيداً، لكنّه الأجمل. فأنت الذي يقرّر العلاقة وأنت الذي ترسم الصورة. صورة النجم الأحلى والممثل الأفضل. أما الأهم فهو ألا تكسر القاعدة الذهبية: “لا تقترب يوماً من نجمك المفضل كي لا تُفسد الصورة”.

شاهد أيضاً: بالفيديو : صرصور على شعر نيللي كريم أزاله وسام بريدي
قد يكون، أو تكون، أفضل من الصورة في الحقيقة، وقد تكون أسوأ. ليس مهماًّ. المهم أنّ هذا النجم أو النجمة لن يكون أبدا مثلما هو في الصورة التي رسمتها داخل رأسك وقلبكَ، والتي شاركتكَ ذكرياتكَ والتي أغرمتَ بها.
حافظ على المسافة كي تحافظ على ذكرياتكَ.

السابق
قباني: لا نستطيع حل الازمة لوحدنا ونحتاج الى تعاون سائر المناطق
التالي
قصف صاروخي على مطار عدن خلال تسليم المساعدات