هو حزب الله الحريص على الطفولة في اليمن يتغاضى كل يوم عن الطفولة في سوريا. ليس هذا وحسب بل يبدو أنّ حبه للأطفال بات يدفع بهم إلى الجنة.
فقبل أيام هزّ الشارع اللبناني خبر مقتل الفتى مشهور شمس الدين وهو في الخامسة عشرة من عمره ووحيد لثلاث أخوات، قيل أنّه قضى في سوريا.
حزب الله نعى الفتى مشهور شمس الدين أو ملاك (إسمه الحركي) وقال الحزب أنّ الأخ مشهور شمس الدين لم يكن يقاتل في القلمون ولم يُستشهد في سوريا، وإنّما في جنوب لبنان، حيث تعرّض لحادث أثناء قيامه بواجبه الجهادي.
بغض النظر عن عدم تسجيل أي إشكال بين الحزب والعدو الإسرائيلي في اليومين الماضيين في الجنوب. وبغض النظر عن مكان استشهاد مشهور شمس الدين إلا أنّ اعتراف الحزب بقيام فتى في الخامسة عشرة من عمره بواجب جهادي تجيز طرح بعض الأسئلة:
إذا كان حزب الله حريصا على الطفولة في مجتمعه ألم يكن حريا به إرسال الفتى شمس الدين إلى المدرسة المكان الطبيعي حيث يجب أن يكون.
وإذا كان حزب الله حريصا على الطفولة في مجتمعه لم يكن حريا به ترك هذه الطفولة تكبر لتقرر مصيرها.
هي حال مأزومة لحزب يوغل في إقحام لبنان في الحرائق المحيطة ولا يرى بأسا من جعل الطفولة جزءا من وقودها.