الحسن: مسألتي اصلاح المالية العامة مدخل لتحديث الدولة

أكّدت وزير المال في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن أن "مسألتي اصلاح المالية العامة كمدخل لتحديث الدولة، والرقابة والتدقيق على الانفاق العام، كانتا في الأعوام المنصرمة ولا تزالان، في صلب أولويات وزارة المال، وفي مقدّم جهودها الاصلاحية، سواء على مستوى التشريعات، أو من حيث الآليات والاجراءات والقدرات البشرية"، مشيرةً الى أن "الوزارة حقّقت خطوات كبيرة وتقدماً ملموساً في هذا المجال، رغم ما نسمعه من مزايدات واتهامات وانتقادات هي في كثير من الأحيان مجرّد محاولات لتسجيل النقاط السياسية".
كلمة الحسن، التي ألقتها نيابة عنها مديرة معهد باسل فليحان لمياء مبيّض البساط، جاءت خلال حفل افتتاح دورة 2011 من اللقاءات العملية المخصصة للكوادر العليا في الادارة اللبنانية، التي ينظّمها معهد باسل فليحان المالي والاداري للسنة الثانية على التوالي، مع المعهد الوطني للإدارة في فرنسا (ENA) بالتعاون مع سفارة فرنسا في لبنان وبدعم من مصرف "فرنسبنك". وحضر حفل الافتتاح السفير الفرنسي دوني بييتون، ومجموعة من المسؤولين الكبار في الادارة العامة اللبنانية.

ووجّهت الحسن تحية الى "السفير دوني بييتون وفريق السفارة الفرنسية، لما يثبتونه باستمرار من التزام بدعم لبنان، وبتطوير ادارته العامة"، مثمنةً "وقوف فرنسا الدائم الى جانب وزارة المال، وخصوصاً من خلال معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي". وأوضحت الحسن أن "عنوان هذه السنة، وهو تصميم السياسات العامة وإدارتها، هو أيضاً موضوع مطروح بكل جوانبه في لبنان"، مشيرةً الى "ثمة حاجة أكيدة وكبيرة لتعميق معارفنا في هذا الموضوع، وثمة حاجة خصوصاً الى أن نصل في لبنان الى مستوى وضع السياسات العامة من دون اقحام السياسة فيها"، مشددةً على أن "علينا ألا نترك السياسة تحول دون اقرار السياسات العامة وتنفيذها، كما يحصل في لبنان، يا للأسف".
وأضافت: "نحن اليوم في مرحلة انتقالية، بين حكومتين، تتغير الوجوه والعهود، وتبقى الادارة، ونحن، في حكومتنا الأخيرة وفي معظم الحكومات التي سبقتها منذ النصف الأول من التسعينات، لم نعمل على تطوير الادارة لحساب فريق سياسي دون آخر، بل عملنا على بناء ادارة تتميز بالاستمرارية، ولم نتّبع سياسات خاصة، بل جهدنا لوضع سياسات عامة مدروسة، فكنّا نوفق أحياناً، ونخفق أحياناً أخرى، ونُحارَب في معظم الأحيان".
من جهته، أشاد بييتون بمعهد باسل فليحان، مبرزاً أهمية التعاون الفرنسي معه ومع وزارة المال، لافتاً الى أن "موضوع الحكم الرشيد هي في صلب ما يحدث في المنطقة العربية، اذ أن من أهم مطالب المتظاهرين الشفافية والقابلية للمحاسبة ومكافحة الفساد وتحقيق فاعلية أكبر في الحكم".

وقال بييتون: "لقد أطلقنا شراكات فعلية في هذا الشأن مع المعهد ومع ادارات لبنانية عدة، ودعمنا تدريب الموظفين والقضاة ورجال الشرطة"، مشدداً على أهمية برنامج لقاءات الكوادر العليا في هذا المجال. واذ لاحظ بييتون أن "علاقة فرنسا مع لبنان مكوّنة من عناصر ملموسة وقابلة للقياس"، أكد أن "علاقة الصداقة المميزة والتاريخية بين البلدين تشكل دائماً الخلفية" لهذا التعاون.

السابق
عسيران: هرم الحكم في لبنان اصبح في حالة من الاهتزاز المستمر
التالي
حوري: كلمة الحريري عن السلاح وضعت النقاط على الحروف