الانباء: السيد نصرالله: النأي بالنفس تسوية لبقاء الحكومة

رأى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنه «بفضل المقاومة حررنا الأرض عام 2000 وتحرر الأسرى وتحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة مع العزة والكرامة»، وأضاف «بهذه المقاومة حطمنا المشاريع الأميركية والاسرائيلية التي كانت تستهدف المنطقة، وبهذه المقاومة نواجه كل التحديات». وفي كلمة في حفل تأبيني في النبي شيت، قال نصرالله «سمعنا بالأمس كلام رئيس وزراء العدو (الإسرائيلي) بنيامن نتنياهو وهو يهدد لبنان، طبعا أنا لا أعلم اذا كان نتنياهو قال هذا الكلام ولكن نقل عنه هذا الكلام، وسواء قاله او لم يقله فهذا الكلام منسجم مع العقلية الاسرائيلية، والعقلية الاسرائيلية هي عقلية شطب الآخرين وتدمير الآخرين، ونحن في ذكرى قادتنا الشهداء يجب ان نذكر بعقلية هذا العدو وبمجازر هذا العدو».

وتابع نصرالله «يجب أن نفتش عن هذا العقل الاسرائيلي الذي يقف خلف الكثير من الأحداث التي تحصل في العالم، على سبيل المثال حرق المصاحف إن خارج أميركا كأفغانستان، أو داخل اميركا، وأنا أقول إن العقلية الاميركية لا ينقصها شيء من الشيطنة، ولكن هذا النوع من الاعتداء هو سلوك إسرائيلي بل هذا سلوك يهودي، فهذا النمط من الاعتداء على الكتب المقدسة هي عقليتهم وقد يكون هدفهم الدفع نحو صراع ديني في المنطقة». وأردف نصرالله «المشروع الصهيوني دائما يريد ان يدفع لقتال المسلمين مع المسيحيين، والمشروع الاسرائيلي للعراق هو تدمير العراق وعدم السماح بقيام دولة اسمها عراق، لأنه لو أتيح للعراق ان ينهض من جديد سيكون دولة غنية وسيكون لديها امكانية قوية، وفي بعض الأمور التي تشهدها بعض البلدان العربية ايضا يجب أن نبحث عن هذه الأيادي الإسرائيلية وعن هذه العقلية. لكن لا يخيفنا لا نتنياهو ولا (وزير دفاعه إيهود) باراك، فليقولوا ما شاءوا وليهددوا ما شاءوا. في الماضي عندما كنا قليلي العدد والعدة، إسرائيل هذه كانت في زمن جنرالاتها الكبار مثل شارون وغيره، ولم تخيفنا، فكيف اليوم وقد أصبحنا بالآلاف. بالتأكيد هؤلاء لا يخيفوننا على الإطلاق، ونحن لا نخضع لهذه التأثيرات النفسية على الإطلاق، ويجب أن نكون واعين على كل ما يجري من حولنا». وإذ شدد على أن «لبنان جزء من هذه المنطقة التي تمر في ظروف دقيقة وحساسة»، قال نصرالله «لا أحد يستطيع ان يتعاطى مع لبنان على أنه جزيرة في المحيط الهندي، فأمننا من أمن هذه المنطقة وما يخطط لهذه المنطقة يخطط لنا، فنحن يؤثر فينا ونؤثر بما يجري في المنطقة وذلك طبعا بفضل المقاومة، أما حكاية «النأي بالنفس» فقد مثلت تسوية من أجل الحكومة أن تستمر، وإلا فأين هو النأي بالنفس؟». وتابع نصرالله «نحن ما زلنا على نفس المرتكزات السابقة وما زلنا نرى أن التهديد الأكبر هو الإسرائيلي وما زلنا نرى أن الأولوية هي مواجهة هذا التهديد والمواجهة تتم عبر الثلاثية: الجيش والمقاومة والشعب، لكن في مثل هذا الوضع الموجود في المنطقة نحن نتشدد في حرصنا على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان، فالذين يريدون فوضى في المنطقة يريدون فوضى في لبنان. والذين يريدون ان يأخذوا سورية او العراق الى الفوضى فهؤلاء مصرون على نشر الفوضى في المنطقة ولبنان جزء منها»، مشددا على أن «كل ما يساعد على الفتنة يجب تجنبه بالقول وبالفعل، فالجميع يستطيع أن يعبر عن موقفه مما يجري في سورية ولكن بعيدا عن المشاركة بتأجيج الوضع السوري، ولقد استطاع اللبنانيون حتى الآن أن يحفظوا الأمن في لبنان».

وأضاف نصرالله «يجب محاصرة الفتنة والعمل على منع امتدادها، ويجب الحفاظ على الحكومة الحالية من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلد، لكن يجب ألا يكون ذلك حجة لأطراف هذه الحكومة بعدم الإنتاجية، فعندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد يجب ان تكون منتجة وفاعلة، وهناك من يريد أن يعطل ويسقط هذه الحكومة، ومن اليوم الأول لم تعط هذه الحكومة أي فرصة وتم الهجوم عليها حتى من المجتمع الدولي، وأريد أن أجدد الدعوة من اجل ان تعقد الحكومة اجتماعاتها»، معتبرا أن «حزب الله» هو «في هذه الحكومة أكثر المكونات تواضعا او في التأثير بخلاف ما يقوله البعض بأن هذه الحكومة هي حكومة «حزب الله» وهو يعرف أن هذا ليس صحيحا»، وقال «نحن لا نخفي اننا نبذل كل جهد ونقدم تنازلات لمصلحة بقاء الحكومة».
  

السابق
الحياة: نصرالله: المنطقة في مرحلة إعادة صياغة وبعض العرب لا يريد حلاً سياسياً في سورية
التالي
البناء: الخلافات تعصف بمؤتمر تونس والفيصل بعد كلينتون يدعو إلى تسليح الإرهابيين