الدرة وإيران..!

وفق تقسيم الحدود البحرية التي رسمت في خرائط شركة شل النفطية عام 1964 (الجرف القاري)، فإن ما تملكه ايران او قل ما يمكن استغلاله من جانبها من حقل الدرة البحري هو %3 فقط، وان الباقي وهو %97 فيقع في المنطقة المقسومة، اي بين السعودية والكويت، ولكن ايران قامت برسم خط خرائطي بحري جديد على مزاجها وعنترياتها، تريد ان تثبت من خلاله انها تملك الجزء الاكبر من حقل الدرة، وليس النسبة الآنفة الذكر! والقصد من وراء ذلك هو التحريش بين الدول الخليجية، ولا سيما الكويت والسعودية، وعندنا من الطابور الخامس من يدفع لذلك، اي العداوات بين دول الخليج العربي، ومحاولة تفرقة جمعهم، ولا سيما بعد اعلان الاتحاد الخليجي الذي وافقت عليه كل دول الخليج مجتمعة، مما اثار حفيظة ايران واقلقها ودفعها الى هذا الادعاء، وهو ملكيتها الاكثر في الدرة لاشغال المنطقة العربية عن الاحداث الجسام فيها!
دول الخليج العربي، بزعمائها، لن تؤثر فيها شنشنة ايران ولا استعراضها العسكري في هذه الايام في محاولة لتخويفها، وهو بلا شك تحريض او از اميركي عن بعد لشراء السلاح، وهو ما تم بالفعل من صفقات الصواريخ للامارات المتحدة والطائرات المقاتلة «اف 15» للسعودية، هذه ناحية، اما الاخرى فالكل يعلم ان السلاح الايراني لا يذكرهم الا بالاستعراض بصواريخ جمال عبدالناصر «الظافر» و«القاهر»، واظن ثالثهم «الناصر»، وتبين بعد ذلك انها مجرد كراتين او خشب مصبوغ، فهل وجدتم لهذه الصواريخ اثرا بعد وفاة عبدالناصر وتحديدا حكم السادات؟!
ايران تؤدي الدور نفسه، ولكن باسلوب آخر، وهو تخويفنا تارة بتصدير ثورة الخميني، واخرى بالنووي الذي عطلت اميركا كمبيوتراته، واخرى بصواريخهم المتعددة الاسماء، والكنى العابرة القارات والدول وغيرها من الاستعراضات، وما علمت هذه الدولة المغرورة ان الغرب، ومعه اميركا، يملكون مخطط صناعة اسلحتهم قبل صنعها، وانه في المقابل هناك اسلحة صنعت لتدميرها قبل ان تقوم من مقامها؟ كما تحطمت طائرات عبدالناصر في ساعات الفجر الاولى قبل ان تتحرك! واذكر هنا بصواريخ ستينغر الاميركية التي اعطيت للثوار الافغان زمن الروس، وكيف قلبت موازين القوى آنذاك، وخرجت روسيا مهزومة تجر اذيال الخسارة المدوية من خلال الثوار، ومازالت هذه الصواريخ تعمل وبكفاءة متناهية.
الفرس الجماعة الزرادشتية مثلهم مثل طاغية سوريا وحزبه، ما زالوا يعيشون ازمانا عفى عليها الدهر وولى بها الى سحيق، يريدون ان يقنعونا بقناعاتهم التي ضلت الطريق بل غشي عليها، فالشعوب الخليجية قبل حكامها ترفض هذه الدولة بسلاطينها الصفوية الجدد.
حقل الدرة (آغاي) كويتي سعودي وفق خرائط الجرف القاري الدولية، وليس وفق العقلية الايرانية الزرادشتية القديمة؟! والله المستعان.
***
• هذه حالهم
«راح يدور قرون رد من غير اذان»!  

السابق
الأسد يسابق المهلة المحدّدة لمهمة المراقبين
التالي
خطاب الأسد: إمّا تسوية تُطبخ.. وإمّا نظام قويّ